محمد السيد سليمان تصاعدت في الآونة الأخيرة حدة الاعمال الارهابية والهجمات الانتحارية في العراق يوما تلو الاخر وارتفعت الحصيلة الدامية بعد توقيع الادارة الجديدةالامريكية اتفاقا مع الحكومة العراقية بالخروج من الاراضي العراقية في نهاية 2011 ونتساءل هل أصبحت الحرب في العراق حربا ضد الامريكان ام حربا بين الشيعة والسنة؟
الاحداث الاخيرة تؤكد انها حرب بلا شك طائفية من الطراز الاول الامر الذي يؤكد تفلت طموحات المواطنين العراقيين سنة وشيعة من محور الاستقلالية واسترداد الحقوق التي سلبها الغزو الامريكي منذ 2003 , الي قتال وجهاد علي مايسمونه من اجل اثبات كل واحد هويته الدينية واعتلاء طائفته باقي الطوائف .
و المشهد الدامي يؤكد بالفعل انه صراع سني شيعي في العراق أكثر من كونها حرب لاستعادة استقلال العراق العربي المسلم ذلك البلد الذي له بصمات تاريخية محترمه سطرتها الكتب والمجلدات. هذا الصراع يجسده ممارسة الفعل الهمجي وعبر ما يسمى ( العمليات الاستشهادية) مما يحول الكثير من النساء والأطفال لذئاب متوحشة، لا يترددون عن ارتكاب جريمة الانتحار وسط الابرياء لقتل أكبر عدد ممكن من أهل العراق يعد منطلقا لتحويلهم إلى وحوش جبابرة .
الحكومة العراقية بقيادة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في واد والشعب في واد أخر تتحمل المسئولية الاكبر بعد ان قامت بانشاء قوات امنية وجيش علي اساس طائفي شيعي استبعد منه اهل السنة كما ان التقارير تفيد ان ايران تلعب دورا اساسيا في تلك التفجيرات التي تنشر الخراب والدمار والدماء علي ارض العراق وهو ما كشفه مسئول الاستخبارات العراقية مؤخرا ولانه كشف الحقيقة تمت اقالته كما ان الجيش العراقي الطائفي لايعمل الا في المناطق السنية لفرض القمع مما يدل علي خروج قوات الامن العراقي عن واجبها في حماية كل العراقيين ايا كان مذهبهم وهو ما يشير إلي النية في قمع الطوائف السنية في البلاد .
إننا نتمني ان يكون هدف كل القوي السياسية في العراق هو تهدئة الاوضاع ولم شمل العراقيين بجميع طوائفهم واحزابهم والعمل علي توحد الهدف وهو الوحدة الوطنية العراقية , وان يجتمع السنة والشيعة علي الاقتناع الراسخ في قلب كل منهم انه لا يحل القضية العراقية الا العراقين انفسهم , وعدم الانسياق والانصياع للتيارات الخارجية التي تهدف الي تخريب الواقع العراقي وتمزيق خارطته السياسية وتهديم بنيته الاجتماعية .
العراق بالفعل ضحية الصراع الطائفي الشيعي السني الذي تقف خلفه قوي إقليمية في مقدمتها إيران التي تشير كل المؤشرات إلي أن لها مشروعا فارسيا استعماريا يتخفي حول المذهبية .
وايران تبذل كل مالديها من جهد وثروة ونفوذ علي زيادة نفوذها الشيعي وسيطرتها علي مجريات وقضايا الشرق الاوسط برمته ولو كان الثمن هو هدر دماء العراقيين سنة وشيعة , والرياض تعمل ليل نهار علي منع امتداد النفوذ الشيعي الايراني عبر حدودها سواء علي الحدود العراقية او علي الحدود اليمنية ولعل احداث التمرد الحوثي الشيعي ضد السلطة اليمنية وتواصل التمرد المدعوم تسليحيا وماليا من ايران خير دليل علي التحركات الايرانية حتي ولو ادت إلي تدمير الامن ووالتعدي علي سيادة الدول المجاورة لايران وشيوع الدمار والخراب وآلاف القتلي من المدنيين .
كل هذه الصراعات والنزاعات سواءا كانت سياسية أو دينية مصدرها داخلي أو خارجي يروح ضحيته المواطن العراقي واليمني والكل يصمت لان الامريكان مصلحتهم في تصعيد الاوضاع لكي يستمر استيطانهم في البلاد ونهب خيراتها وبعض العرب مصلحتهم تكمن في تقويض النهوض العراقي حتي لا تسلب بغداد الزعامة العربية .
الكل يعلم مقولة سيدنا عمر بن الخطاب " لو أن بغلة في العراق تعثرت لسأله الله تعالي عنها لما لم تمهد لها الطريق ياعمر " والعراقيين تتقاطر دمائهم يوما وراء يوم والكل يشاهد كانه امام خشبة المسرح منتظرا النهاية الدرامية للاحداث .
وختاما اوجه ندائي بصفة خاصة للمملكة العربية السعودية المتزعمة للريادة العربية أن تمد يد العون لجارتها العراق وتسعي لانتشالها من بركة التدهور الامني والسياسي والاقتصادي، ومساعدتها علي إخماد نيران الطائفية المتأججة بين مواطنيها لأن ذلك يصب في مصلحة المملكة ويعد مدخلا لحل كافة قضايا الشرق الاوسط التي تعمل الممكلة دائما علي حلها , والتصدي للمطامع الايرانية التي تسعي لفرض نفوذها ومذهبها الشيعي علي منطقة الشرق الاوسط .