المصريون والتطبيع أنس زاهد لم تكن غاية إسرائيل الكبرى من توقيع اتفاقية السلام مع مصر في نهاية السبعينات (كامب ديفيد) هي إيقاف الحرب ين الطرفين والدخول إلى عصر جديد من السلام . لقد كانت إسرائيل ولازالت تهدف إلى تطبيع العلاقات مع مصر. وهو ما فشل العدو في تحقيقه فشلا ذريعا. أنظر إلى الأدب المصري، وكذلك الفن والصحافة. هل تغيرت صورة الإسرائيلي النمطية من خلال كل تلك المجالات، أم أن الشخصية الإسرائيلية ما زالت تمثل الجشع والغدر والانتهازية والدموية في أبشع صورها؟. لو أجرينا دراسة مثلا على الأعمال السينمائية والتلفزيونية المصرية التي تناولت الصراع العربي الإسرائيلي، لوجدنا أن كمَّ الأفلام والمسلسلات التي تم إنتاجها في فترة ما بعد كامب ديفيد والتي تناولت الصراع العربي الإسرائيلي، أكبر بكثير من تلك التي تم إنتاجها قبل هذا التاريخ. أما في مجال الأدب فإن الصورة لا تختلف كثيرا. على سبيل المثال فقد كان الراحل نجيب محفوظ واحدا من الأدباء القلائل المؤيدين لاتفاقية كامب ديفيد. لكن هذا التأييد لم ينعكس على أعماله الأدبية بأي شكل من الأشكال. أما الشاعر أمل دنقل وكذلك الشاعر أحمد فؤاد نجم، فقد كتبا في إسرائيل بعد الاتفاقية ما لم يكتباه قبلها . لقد ألف أمل دنقل ديوانا كاملا في تلك الاتفاقية، بدأه بعبارته الشهيرة: (لا تصالح على الدم). ولقد انتشر هذا الديوان ولا يزال انتشار النار في الهشيم. وفي الأغنية حققت أغاني المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم أرقاما قياسية في التوزيع في مصر، لأنه تخصص في مهاجمة إسرائيل والولايات المتحدة وكشف سياساتهما الإمبريالية في المنطقة. ورغم فقر موسيقى شعبان عبد الرحيم وركاكتها، ورغم بساطة الرجل الشديدة وجهله وأميته، فإن أغنياته انتشرت بين جميع الطبقات والفئات، لأنها جاءت كتعبير صارخ عن مشاعر الشارع المصري بكل فئاته وتوجهاته، تجاه ما يحدث في المنطقة. وفي الصحافة لم تتحسن صورة إسرائيل بعد اتفاقية السلام، وظل الكيان الصهيوني في عيون الصحافة المصرية هو المسؤول عن أغلب الصراعات في المنطقة. حتى الصحفيون الذين لا يشعرون تجاه إسرائيل بمشاعر عداء، فإنهم لا يتجرؤون على استفزاز الشارع المصري والتصريح بما يعتمل داخل صدورهم.?تجربة إسرائيل مع مصر هي عبرة لمن يعتبر. عن صحيفة المدينة السعودية 22/1/2008