دمشق: كشفت وثائق سرية سربها موقع "ويكيليكس" أن إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد طُرح منذ العام 2005، إلى جانب إعلان رئيس جهاز المخابرات العسكرية آصف شوكت استعداده للتعاون المخابراتي مع واشنطن ، مما يشير الى ان الثورة التي تشهدها سوريا اليوم، لم تكن وليدة ساعتها كما بقية الثورات في البلدان العربية. ونقلت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية عن مذكرة سرية صادرة عن السفارة الأمريكية في دمشق بتاريخ 24 يناير/كانون الثاني 2005 وسربها "ويكيليكس" ورد فيها "أن اجتماعا عُقِد بين نائب ورجل أعمال سوري ومسئولين من السفارة الأمريكية، قال فيه الأول إن على رغم القرار الأمريكي بتجميد موجودات رئيس جهاز المخابرات العسكرية آصف شوكت، فإن الأخير لا يزال يعتبر نفسه صديقا للولايات المتحدةالأمريكية ويرغب في استئناف تبادل المعلومات الاستخبارية بين البلدين. وأشار النائب السوري كذلك إلى ضرورة ترتيب اجتماع بين مسئولين أمريكيين رفيعي المستوى مع آصف شوكت، إما في دمشق وإما في الولاياتالمتحدة، من أجل مناقشة استئناف التعاون المخابراتي، وكذلك حزمة مطالب الحكومة الأمريكية من سوريا. وفي سياق آخر، ذكر النائب السوري أن سوريا تستطيع تقديم تنازلات في العراق، ولكنّها لا تستطيع طرد مجموعات جبهة الرفض الفلسطينية، كما لا يمكنها دعم نزع سلاح حزب الله من دون مقايضة سياسية بارزة، مضيفا "لن نتخلّى عن أوراقنا في مقابل لا شيء"، مشدّدا على أن الشعب والقيادة السورية يريدان السلام مع إسرائيل. وأكّد أنّ بشار الأسد أصدق من والده في هذا الملف... أما بالنسبة إلى أسلحة الدمار الشامل، فقال إن سوريا لن تطلب امتيازات في هذا المجال من دون التزام إسرائيل في ملفها النووي. وأضاف: لا توجد دولة في المنطقة تدعم إبادة إسرائيل، كما أنّ سوريا لم تكن تحتاج إلى تحالفها مع إيران لو كانت تتمتع بعلاقة أفضل بإسرائيل والولاياتالمتحدة. وفي نهاية الاجتماع، أعرب النائب في فظاظة عن كرهه الرئيس بشار الأسد، واصفا إياه بأنّه جشع وفاسد، على عكس وصفه ل آصف شوكت الذي قال إنه "أحد أكثر الأشخاص شرفا ومناقبية بين الذين قابلتهم". كما عرض النائب خدماته كوسيط إذا قرّرت الولاياتالمتحدة تحقيق "هبوط سلس" في حال رحيل الأسد.