لبنان وعلة التدويل راكان المجالي اوضح ما قيل في الازمة اللبنانية الراهنة والمحتدمة بشكل خاص حول انتخاب رئيس الجمهورية ، ما صرح به رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ردا على تصريحات الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي اعلن عن ارسال مندوب عنه هو السفير هشام يوسف للاطلاع على الوضع اللبناني عن كثب ، لكن زيارة السفير هشام يوسف الغيت بعدما اكد بري ان الحل عند العرب وليس داخل لبنان . وقد لا تكون تصريحات الرئيس بري هي الدافع الوحيد لدعوة الجامعة العربية لعقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية في مقر الجامعة ، والذي بالتأكيد لن يسفر عن جديد ويكون استمرارا «لدق الماء في الاناء» لان العرب لا يملكون القرار بشأن لبنان ولا بأي شأن اخر من شؤون المنطقة منذ ان استباحت الاساطيل الامريكية مياه الخليج وتمركزت فيها بعد غزو العراق للكويت ، وبعد احتلالها العسكري لافغانستان والعراق وتزايد نفوذها السياسي وتحالفاتها وادوارها وتأثيراتها في المنطقة.. المؤكد ان قرار الحل للمعضلة اللبنانية ليس داخل لبنان لان المحرك الاساسي للسياسيين اللبنانيين تاريخيا والى اليوم هو الارتباطات الخارجية. والموكد ايضا ان الحل لن يكون عربيا في ظل حالة العجز والتفكك العربي المتواصلة ، وبالتالي لا يجوز ان نغمض عيوننا عن استهداف لبنان كنموذج وكموقع وذلك من خلال تدويله بشكل غير مباشر ولا نقصد تدويل حدوده بالتوسع في نشر القوات الدولية ولكن نقصد تدويله سياسيا ابتداء من القرار 1559 الصادر في خريف 2004 ، والذي سبق اغتيال رئيس الوزراء الحريري في نهاية 14 شباط 2005 ومنذ اغتيال المرحوم الحريري تواصلت القرارات الدولية التي تهدف في باطنها ومحتواها الى تدويل لبنان وصولا الى القرار 1701 . وكما هو معروف فان الاممالمتحدة سخرت لاتخاذ قرار المحكمة الدولية للمحاكمة في مسألة فردية وهي شأن داخلي محض وهو امر غير مسبوق ولا نتحدث عن ابتداع المحكمة الدولية لمحاكمة قاتل مجهول حتى اليوم للمرحوم الحريري ، ولكن نتحدث عن هذه المسألة التي ظلت على مدى ما يقرب ال «3» اعوام الشغل الشاغل للامم المتحدة ، ومن الواضح ان هذه المسألة الفردية التي تطغى على مصائر وشعوب وقتل الالاف من الفلسطينيين وغيرهم سوف تستمر المتاجرة بها لمزيد من التأزيم المتواصل للوضع اللبناني..،، ويظل ان ننتظر معجزة وهي ان تعي القيادات اللبنانية انها دمى في مسرح العرائس الذي تمسك بخيوطه امريكا كما ان الامر يتطلب معجزة لصحوة عربية للوعي على مخاطر الحالة اللبنانية ، التي لا تخفي امريكا سياساتها الرامية الى تعميم النموذج العراقي في المنطقة بالوسائل العسكرية واذا تعذر ذلك فان المطلوب تنفيذ النموذج اللبناني بالوسائل السياسية. عن صحيفة الدستور الاردنية 6/1/2008