من سنن الله الابتلاء : أن يبتلي الله عباده ليميز الواحد منهم عن غيره.اي يميز الخبيث من الطيب, ويتنوع الابتلاء من ظلم ومرض وغيره ..
لكي يتعلم الإنسان من هذه الابتلاءات ما يصقله من الدروس والعبر والأجر والمثوبة من الله، يقول الله تعالى في كتابه الكريم.."ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون" ويقول "وبشر الصابرين" .
وقد تعلمت من الابتلاء دروسا وعبر كثيرة أصوغ لكم بعضها
وكما قال الشاعر:
أرى البلايا تحيط المرء تحصنه .. حتى لئن صح ذوب الصخر لم يذب ما حصحص الحق إلا بعد ما انسلخت .. من عمر يوسف أعوم من النصب
مما تعلمت من الابتلاء :
1- أن اجعل شعاري قول الله تعالى "فاصبر صبراً جميلاً والله المستعان" ، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اعلم أن النصر مع الصبر والفرج مع الكرب وإن مع العسر يسرا".
2- تعلمت عندما تضيق بي الدنيا وتغلق في وجهي اللجوء إلى الصلاة والدعاء، فباب الله مفتوح وهو سبحانه بيده مفتاح الخير ورحمته واسعة.
3- تعلمت أن أعلق رجائي بالله واقطعه عمن سواه فلا ملجأ من الله إلا إليه لا أنتظر من إنسان الإحسان إلي.
4- تعلمت أن أدعو الله أن يقيض لي من لدنه سلطاناً نصيراً فهو سبحانه بيده جنود السموات والأرض.
5- تعلمت إن الصبر مر مذاقه لكن عاقبته أحلى من العسل ففيه الراحة والسلوان وأردد قول الشاعر "سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري... سأصبر حتى يحكم الله في أمري".
6- تعلمت أن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضه فلو ذهبت لن أحزن بالطبع على جناح البعوضة.
7- تعلمت أن الظالم مهما خفي عن عيون الناس فهو على الله لا يخفى فالله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور قال تعالى: "ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الإبصار".
8 - تعلمت أن من يحسدك هو الذي يتعذب ومكره يحيق به قال أحد السلف: { الحسد داء منصف يفعل في الحاسد أكثر من فعله بالمحسود}
9- تعلمت أنك مهما بحثت عن قلب يحن عليك فلن تجد أصدق وأحن من قلب أمك وأبيك فهما من يستحقان البر والإحسان بلا حدود.
10- تعلمت أن أصنع السعادة لنفسي ولا انتظر من أحد أن يسعدني بل أستعين بالله وحده وأسعى وأعمل ما يسعدني دنيا وآخره.
11- تعلمت ألا أجعل مشاعري أرض الكل يدوس عليها بل أجعلها سماء يصعب الوصول إليها والكل يحلم أن يصل إليها فلا أسلم مشاعري وأجعل هذا يجرحني وهذا يغضبني.
12 - تعلمت أن الشكوى لغير الله مذله بل أشكوا بثي وحزني إلى الله الناس تمل منك ومن شكواك فارفعها إلى الله وحده واذكر قول الشاعر:
زين الله الشدائد بكل خير .. وإن جرعتني غصص بريقي وما مدحي بها حباً .. ولكن عرفت بها عدوي من صديقي
13 - تعلمت إن لا أستشير إلا من أثق في دينه فرب استشاره أخرجتك من وحل الهموم وتعلمت ... وتعلمت لو اذكرها لن يكفيني مجلدات
فقد تعلمت أخيراً أن السعادة ينبوع يتمنى الجميع أن يصلوا إليه وهم لا يعرفون أنه تحت أقدامهم ولن نعرف معنى السعادة دون أن نتجرع كأس المرارة، فإذا خفت أن تفشل فلا تقل شيء ولا تفعل شيء وكن لا شيء.
ولن نشعر بفرحة النجاح دون أن نجرب الفشل، فلا تحسبن المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا، ولن ننعم بالراحة دون أن نعرف معنى الألم
هكذا هو درب الحياة، علينا أن نتعثر ونتعثّر ونتعثّر بهذا الدرب لكي نستطيع المشي فلنجعل من توافه الحياة أسباباً لنجاحنا وذخيرة لخبراتناْ فلن نجد طريقاً ممهداً يفتح لناْ ذراعيه بل ستعترضناْ الكثير من العقبات بل وربما نصل لمرحلةٍ نشعر أنناّ غير قادرين على المتابعة وننادي كل ذرة من كيانناْ أن نعلن هزيمتناْ.
فهل أنت شخص انهزامي ؟ هل ستتقبل هزيمتك بسهولة وتعلن استسلامك ؟ إذا كنت كذلك فأنت تستحق أن تحطمك التوافه
كم من إُناس قد مروا بلحظات أعلنوا فيها انهزامهم وأعلنوا فيها انسحابهم من هذه الحياة بكل ما فيها من الألم والمشقة
فماذا كانت النتيجة ؟
أصبحوا أناس محطمه لا تستطيع جمع شتات نفوسها كانت كلمة واحدة كفيلة بجرح كبريائهم كانت نظرة واحدة كفيلة بتمزيق مشاعرهم
وعندما أفاقوا من غيبوبتهمْ اختلفت نظرتهم للحياة وبدأوا من جديد
أنت أيضاً بإمكانك أن تبدأ المعركة من جديد ولكن هذه المرة ضع نصب عينيك أن تنتصر ولا تستسلم لهزيمة أبداً في حياتك
أدفع بألمك وإحباطك وقلقك وحزنك وجروحك بعيداً عن مخيلة رأسك " فحياتك كنز ثمين لا تستحق أن تضيعها بين هاويات الطرق "
عش كل لحظة بحياتك.. وكأنها آخر لحظة تلفظ فيها فالحياةُ كما قالْ صلى الله عليهِ وسلّم: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
فالحياةُ : فترة شقاء بين الولادة والموت
والوداعُ: حفل تأبين لعلاقة ماتت ولم يمت أصحابها بعد
"اللهم إني عبدك ابن عبدك ،ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي" ..
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وغلبة الدين وقهر الرجال .
اللهم ما كان من خير فمن الله و حده وسامحوني وإن كان غير ذلك فمني و من الشيطان .
وسامحوني وأبلغوني علي أي خطأ في كلامي وسأ تقبله بصدر رحب، فقد تعلمت هذا أيضاً.