وعد بلفور المشؤوم .. والمذبحة المستمرة علي الطعيمات في الثاني من نوفمبر 1917 أصدر وزير خارجية بريطانيا آنذاك آرثر جيمس بلفور وعده المشؤوم في سابقة في تاريخ العلاقات الدولية عبر رسالته التي ذبحت الشعب الفلسطيني التي بعث بها باسم حكومته الى اللورد ليونيل وولتر دي بروتشيلد بانشاء «وطن قومي لليهود» في فلسطين التي تمتد من رأس الناقورة شمالا وحتى أم الرشراش (إيلات) جنوبا ومن البحر الميت شرقا الى البحر المتوسط غربا. هذا الوعد الذي أعطى به من لا يملك لمن لا يستحق في غياب صاحب الحق، مهَّد الطريق لكل المآسي والمعاناة والمذابح التي هبطت على الشعب العربي الفلسطيني الذي مازالت المؤامرات تحاك ضده وهو الابن غير الشرعي للبدايات الاولى لفكرة انشاء وطن خاص باليهود يجمع شتاتهم ويكون حارسا على مصالح دول أوروبا الاستعمارية في الشرق التي ترجع الى ما قبل الحملة الفرنسية على مصر، حيث ظهرت اولى العلامات في «وعد نابليون» في شهر مارس من عام 1799 أي قبل قرنين من الزمن بإنشاء دولة لليهود في فلسطين. لقد التفت المصالح الاستعمارية الاوروبية في انتزاع فلسطين من تاريخها وجغرافيتها العربية الاسلامية مع المصالح الصهيونية بإقامة وطن قومي لليهود وفي اطار هذا التنافس الاستعماري بين بريطانيا وفرنسا الممتد منذ حملة نابليون الفاشلة في مصر وبلاد الشام وجدت بريطانيا في فلسطين الجسر الذي يربط بين جناحي الوطن العربي في آسيا وافريقيا، مكانا ملائما لبسط نفوذها وخلق ظروف لا تسمح بتحقيق الوحدة بين الجناحين في المستقبل وهو ما أبرزه البارون اليهودي روتشيلد في مارس 1840 في رسالة الى بالمر ستون رئيس وزراء بريطانيا بعد فشل حملة محمد علي باشا والي مصر الى الشام بلفت انتباهه الى ان عودة مجد العرب القديم مرهون بإمكانية اتصالهم واتحادهم وفلسطين كانت دائما بوابة الشرق والحل الوحيد هو زرع قوة مختلفة على هذا الجسر في هذه البوابة لتكون هذه القوة بمثابة حاجز يمنع الخطر العربي ويحول دونه وان الهجرة اليهودية الى فلسطين تستطيع ان تقوم بهذا الدور. وانكفأت أحلام نابليون ولكن الفكرة بقيت متوارثة بريطانيا ولم يستسلم خلفاء بالمر ستون حتى وصول بلفور واصدار وعده الذي جمع الشر كله ومهد للنكبة الفلسطينية الممتدة على مساحة ستة عقود مشبعة بالدماء والذل والمعاناة والتشرد والمطاردة وحروب الإبادة والرغبة الاستعمارية بشطب الشعب العربي الفلسطيني وسرقة حقوقه التاريخية خلف كثير من اللافتات المضللة والخادعة وخلف خرائط ورسائل تكرس الاحتلال والاستيطان وتناقض قرارات الشرعية الدولية. وبالرغم من السنوات التسعين على الوعد المشؤوم الذي كان السبب المباشر والرئيس لكل ما تعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر وتشرد ومعاناة، فإن هذا الشعب مازال وسيبقى شوكة في حلق الصهاينة وحلفائهم وكل مشاريعهم لشطبه من على الخريطة. والمجتمع الدولي الذي يمارس سياسة الصمت التي ترقى الى التشجيع أمام الجرائم الاسرائيلية وعلى رأسها جريمة حصار قطاع غزة وتعريض أكثر من مليون ونصف المليون نسمة للموت جوعا عليه ان يكفر عن جريمة الصمت أمام الهجرة اليهودية الى فلسطين ومحاولة خلع شعب من وطنه وتشريده في بقاع الارض وعليه ان ينصف هذا الشعب ويعمل على حمايته من الجلاد الاسرائيلي الذي يهدد أمن وسلام العالم أجمع. عن صحيفة الوطن القطرية 4/11/2007