ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن رئيس الوزراء إيهود أولمرت اتخذ قراراً استراتيجياً يقضي باستقدام أكثر من سبعة آلاف مواطن هندي بزعم أنهم من سلالة سبط يشاكر على أن يتم تهويدهم في إسرائيل لاحقاً . ويأتي هذا القرار في الوقت الذي تمنع فيه إسرائيل عودة لاجئ فلسطيني واحد إلى أرضه ودياره التي هُجِّر منها في فلسطين ، لا بل إنها تعمل على تهجير من بقي من الشعب الفلسطيني سواء داخل حدودها الحالية أو في الضفة الغربية وغزة .
وتدعي إسرائيل أنها موطن تاريخي للشعب اليهودي وعليها أن تجمع هذا الشعب من جميع أقطار الدنيا ليعيش بسعادة وهناء في أرض آبائه وأجداده .
وقد تم جمع حتى الآن يهود من أوروبا الغربية والشرقية ومن دول الاتحاد السوفيتي السابق ومن الدول العربية والإسلامية ومن الحبشة .
وأصبح هناك خمسة ملايين مستوطن صهيوني يعيشون في دولة إسرائيل . لكن الشعب اليهودي في العالم كله لا يتعدى (12) مليون يهودي ، وهذا الرقم صغير مقارنة بالشعب العربي الذي يبلغ نحو 300 مليون يعيشون على رقعة جغرافية واسعة .
ومن هنا ، بدأت الحركة الصهيونية بالتفكير في إنتاج المزيد من اليهود من خلال البحث عن ما يسمى قبائل إسرائيل الضائعة . وتحكي القصة التوراتية ، أن مملكة إسرائيل انقسمت بعد وفاة الملك سليمان عام 975 قبل الميلاد إلى مملكتين : الأولى تسمى "يهودا" وتشمل أورشليم وما حولها ، وكانت تضم كلاً من سبط يهودا وسبط بنيامين . والثانية هي مملكة إسرائيل وكانت في شكيم "نابلس" وما حولها .
وكانت تضم عشرة أسباط هم : رأوبين ، وشمعون ، ولاوي ، ونفتالي ، ودان ، وجاد ، وأشير ، ويشاكر ، وزبولون ، ويوسف . وكان الملك على يهودا رحبعام بن سليمان ، وأما الملك على شكيم فكان ياربعام بن ناباط ، وقد استمر الانقسام بين المملكتين . وفي عام 721 قبل الميلاد ، صعد الملك الآشوري سرجون الثاني إلى مملكة إسرائيل "السامرة" فدمّرها وسبى أهلها إلى بلاد آشور ، وجلب أناساً آخرين وأسكنهم مكان المسبيين . ومنذ ذلك الحين اختفت آثار الأسباط العشرة التي كانت تعيش في تلك المملكة ، ولم يبق كما تقول التوراة سوى نسل يهودا وبنيامين الذين تعرّضوا للسبي أيضاً بعد خراب أورشليم على يد الملك البابلي نبوخذنصر عام 586 قبل الميلاد ، ولكن معظمهم عاد بعد المكوث سبعين سنة في أرض بابل . ومع ظهور المشروع الصهيوني في القرن العشرين ، عاد إلى أذهان اليهود موضوع قبائل إسرائيل الضائعة ، فبدأت رحلة البحث عن هؤلاء بهدف إنتاج الشعب اليهودي التوراتي . فقد تم اعتبار هؤلاء من القبائل الضائعة مع أنهم من العنصر التركي وغير ساميين كما كان بنو إسرائيل .
وقد سمعت قبيلة هندية فقيرة تعيش في جبال الهمالايا بخرافة القبائل الإسرائيلية الضائعة ، وعرفت أن إسرائيل تبحث عن هذه القبائل ، وأنها تقدّم أموالاً طائلة لليهود القادمين إليها ، فتقدّمت تلك القبيلة إلى سفارة إسرائيل في الهند مدعية أنها من القبائل الضائعة . وقد ذهبت الوكالة اليهودية إليها وعاينتها وعرفت أنها ليست من أولئك الأسباط ، ومع ذلك ، فقد تم قبول هؤلاء كيهود بهدف جلبهم إلى إسرائيل وخلق كتلة سكانية كبيرة في وجه الشعوب العربية . لكن مهما جمعت إسرائيل من بشر إليها ، فإنها لن تستطيع أن تثبت وجودها في أرض فلسطين .
وهي الأن تعيش بفضل تلك المعادلة الدولية التي تديرها الولاياتالمتحدة والدول الغربية الأخرى الحليفة لها . وهذه المعادلة لن تبقى إلى الأبد ، بل سوف تتغير ، طال الزمن أو قصر . وإذا تغيرت تلك المعادلة ، فإن إسرائيل التي هي إحدى إفرازاتها ، ستصبح أثراً بعد عين .