الكذب الأميركي.. وقتل الأطفال والنساء في العراق علي الطعيمات شعار «اكذب.. واكذب.. واكذب حتى يصدّقك الناس» الذي رفعه غوبلز وزير إعلام هتلر، أصبح هو الشعار المفضّل بل جوهر السياسة الاميركية الحالية في العراق وفي فلسطين وفي كل القضايا ذات الصلة بالصراع العربي الاسرائيلي، وذلك امتداد لسياسة الكذب والخداع وتزييف الحقائق والتي على نغماتها وطبولها زحفت الجيوش الاميركية بكل ما تملك من اسلحة الدمار الشامل وغير الشامل وغزت العراق واحتلته ودمرت كل مقدراته، وقبل ذلك كله اغتالت بحربها العدوانية الخارجة على الاممالمتحدة وحدة العراقيين واثارت بينهم الفتن واشاعت القتل والتناحر والمحاصصة الاشبه بالعبوات الناسفة، والعبوات الموقوتة، والذي تعرض له العراق ومازال يتعرض له من محاولات لاخضاعه واستلاب ارادته هو في خضم الصراع العربي الاسرائيلي الذي تلعب فيه الادارة الاميركية الدور الابرز في مناصرة الاطماع الاسرائيلية بل وتبنيها. وهذا الشعار الهتلري الذي يصاحب الاحتلال الاميركي في العراق لم يعد يجدي بعد ان اكتشف العراقيون الزيف والكذب والتضليل والخداع وفوقها الجرائم التي يرتكبها الجنود الاميركيون والمرتزقة المصاحبون لهم، في المدن والقرى على امتداد الجغرافيا العراقية ، سنية أو شيعية أو مختلطة فالهدف دائما هم ا لعرب العراقيون المقاومون للاحتلال الاميركي والرافضون تسليم ارادتهم والتخلي عن استقلال بلدهم الذي لن يشعر اميركي واحد بالامن والاستقرار وهو فوق ارض الرافدين. وفي هذا السياق فان قوات الاحتلا ل الاميركي ومنذ بدايات الاحتلال تقتل المدنيين الابرياء وتصفهم ب «الارهابيين» أو ب «المتمردين» أو ب «المجرمين» والأخير وصف اميركي جديد للذين حصدتهم طائرت الاحتلال الاميركي في مدينة الصدر قبل اربع وعشرين ساعة، ولكن من هم هؤلاء الذين يصفهم الاميركيون بالمجرمين، انهم اطفال ونساء ومدنيون ابريا لا ذنب لهم سوى انهم كانوا في مدينة يرفض اهلها الرضوخ عجرفة المرتزقة والاميركيين المحتلين. والجريمة الاميركية الجديدة ليست سوى واحدة تضاف الى القائمة الطويلة الممتدة الى اللحظات الاولى للغزو، والاحتلال الذي يمثل الجريمة الكبرى بحق العراق والعراقيين وبحق العرب، وبحق الامن والاستقرار الاقليمي والعربي. وليس غريبا على القيادة العسكرية الاميركية انكار معرفتها بوجود مدنيين بين ضحايا غاراتها على مدينة الصدر، بينما صور رضيعين عراقيين كانا بين الضحايا الذين بلغوا اكثر من خمسة وستين شخصا اكثرهم من النساء والاطفال تملأ وسائل الاعلام، واصرت على ان الضحايا «مجرمون» ولكن ماهو جرم هذين الرضيعين وما جرم النساء هل لانهن انجبن وما زلن ينجبن رجالا لايخيفهم الموت، ولايقبلون للحرية والاستقلال والكرامة بديلا او اثمانا مهما كانت سوى رحيل الاحتلال . عن صحيفة الوطن القطرية 23/10/2007