د.محمد رحال ماأن يحين موعد الإفطار في يوميات رمضان حتى يسارع الصائمون الى تلك الموائد يبلون الريق بشربة ماء وبضع تمرات ان وجدت .
ثم وبعد ان تنفتح بوابات المعدة فان الأيدي تتسابق الى أصناف الطعام الشهية بعد قضاء يوم صيام طويل ، وهذا دأبنا في كل رمضان المبارك .
ومع دعاء الصيام: اللهم إنى لك صمت وبك آمنت وعليك توكلت وعلى رزقك أفطرت ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الآجر إن شاء الله ...
مع هذا الدعاء تبدأ صور الأحبة ضيوفا أعزاء على مائدة الإفطار ، وأول تلك الصور تكون في العادة صور المسجد الأقصى أراه جائعا إلى الحرية يبكي امة تركته اسيرا ، تنال منه يد الغدر والصهيونية ، وتتناساه امة عددها عدد الحصى .
والى جانبه صورة توأمه الغالي الأسير رائد صلاح يدفع ضريبة اخوته للأقصى والذي يشاركني الإفطار المسائي كل يوم وخلفه ابناء الداخل الفلسطيني حماة الأقصى وسنده وفي مقدمتهم المطران عطا الله حنا والمطران كبوجي وهو يبتهل الى الله ليوصل الغوث الى اطفال غزة على سفينة مرمرة .
ومعهم آلاف الأسرى الذين تتلوى أجسادهم قهرا ضمن زنزانات الاسر الصهيوني ، وتتوالى صور الاسر الفقيرة في فلسطين بكامل ترابها وقد حرموا من اقل الأشياء في شهر يفترض انه شهر الخير والبركات وشهر النعم والفضائل ، ومع الجميع تمر علي صور مآذن فلسطين ويرفع صوت الآذان منها حزينا كحزن مآذنها.
على مائدة رمضان تتجمع صور الأحبة من مهجري العراق وسجنائهم واسراهم ، أراملهم وايتامهم ، وهي ارقام وصور بالملايين شارك في قتلهم واسرهم ويتمهم اشقاء يقال انهم ينتمون الى الاخوة في العروبة او الاسلام .
وارى فيهم صور العوز والمرض والحاجة وهم ابناء ارض جادت بثرواتها التي قُطعت عن ابنائها وتركتهم في شهوة شربة الماء والكهرباء وفي شهوة لقمة تشبع البطون ومتر امان من الارض للنوم فيه ، وساد امرهم عصابات مجرمة اختارتهم قوات الاحتلال واباليسها.
اذكر من ضيوفي على مائدة الافطار رجال دعوة إسلامية سجنتهم أنظمة الشيطان لالذنب اقترفوه وإنما لأنهم اخلصوا لرب العباد دينه فكانت عقوبتهم السجن لعشرات السنين سجنا وترويعا وتعذيبا في بلاد يفترض انها بلاد إسلامية .
على مائدة الإفطار الرمضانية تجتمع صور فقراء أفغانستان وحفاتها وهم يستقبلون الله بوجوه مؤمنة بقدره رافعين راية الله اكبر في وجه تحالف دولي ظالم لم يبق في أفغانستان حجرا على حجر ، ومعهم صور اطفالهم الجوعى والذين أدرجت أسمائهم إرهابيون مفترضون على قوائم الإرهاب الصهيوني الأمريكي .
وعلى نفس المائدة تحشر آلاف الصور لمنكوبي الباكستان وهم يجاهدون الجوع والمرض والبرد والماء ، بعد ان قشت مياه السيول اقاليم هي اكبر من مساحة دول كاملة.
ولم تجد أيدي الأطفال الغرقى والتي ارتفعت من قلب الفيضانات أي يد عربية او إسلامية رحيمة فقد ذهبت اموال الامة لشراء الأسواق ودور الملاهي والبورصات العالمية ، وارتفعت بالباقي صروح أبراج فارغة من كل شيء الا من عمل ابليس .
على نفس المائدة شاهدت صور أبناء امتنا في إفريقيا وهم مجرد أشباح او مجرد هياكل عظمية متنقلة هاجمتهم أسراب الذباب والبعوض والحشرات ، ولم يقو أصحاب تلك الأجساد على رفع اليد لرد تلك الحشرات بسبب الفاقة والجوع .
على نفس المائدة الرمضانية تتوالى صور الأمهات وهن يودعن ابنائهن الذين اختاروا السفر وهجرة بلدانهم في قوارب الموت بعد ان يئس الجميع من أي امل في تحسن الأوضاع.
في دول عربية وإسلامية لاتعرف دساتيرها الا حقوق الحاكم وتنسى حقوق المحكوم ، فأكل الحاكم الارض وما عليها وترك الناس امام قصوره يدعون له بطول العمر من اجل كسرة خبز او عطاء زهيد .
على مائدة الإفطار تأتيني صورة وفاء قسطنطين وأخواتها والتي تنازل عنها شيوخ الأزهر وأوقافه وشعب مصر بشقيه المسلم والقبطي وتركوها فريسة الاستتابة الكنسية .
لينال منها ظلم الإنسان للإنسان وتكاد صرخات استغاثاتها تخرم وتشق عنان السماء في ظل بلاهة من حكومة مصر وحزبها اللاوطني ، وهي بلاهة غير مسبوقة .
تلك الصور اليومية مازالت هي غالب زادي اليومي مع هؤلاء الضيوف الاكارم وهي صور لاتقارن أبدا بتلك الصور الرمضانية التي يحاول الإعلام المتصهين زرعها في أقدس الأشهر كحليمة وأخواتها عافانا الله من شرها وشر من يستضيفها.
ساهم في توزيع هذا المقال واقرأ الفاتحة على أرواح شهداء الحرية في سفينة مرمره
تحرير العراق وفلسطين والجولان والأراضي العربية والإسلامية واجب ديني ووطني وإنساني .