الخطوط الحمراء وصمت مشايخ السلفيين في البدء أود أن أقول أنه ليست هناك ثمة عداوة بني وبين السلفيين بل أني أعد نفسي واحد منهم ولذلك كان حتما علي وأوجب أن أنتقدهم لأن الناظر إلى مواقف مشايخ السلفيين بشأن الأحداث التي تمر بها مصر يجد مفارقات مبكية.
فتجد أن الصمت لا يسعهم حيناً في أمرمهم و يسعهم أحيان في أمور أقل ما يقال أنها نوائب تلم بالأمة فتجدهم يؤلفون المحاضرات تلو المحاضرات عن سنية "ختان الإناث" وهو حق ولا يسعهم الصمت حينها ثم تجد أنه وسعهم عند تسليم أخت لنا إلى الكنيسة.
ولعل أول رد يتبادر إلى الذهن دفاعا عن مشايخنا هو أنه هناك خطوط حمراء لا يمكن تخطيها حتى يحافظوا على المكاسب التي تحققت من ظهور القنوات الإسلامية وأني أتساءل ؟! هل وجدت تلك الخطوط الحمراء للمسلمين فقط !
ولماذا لا يراها جيراننا في الوطن بل أن كبيرهم طالما هدد الدولة علانية وأخرها عندما هدد بأنه سيظهر الوجه الآخر له (كل هذا ولم ترينا الوجه الآخر فماذا لو أريتنا إياه فلعلك حينها تطرد الغزاة العرب اي مسلمي مصر من مصر شر طردة) فهلا تغاضيتم مرة مشايخنا عن تلك الخطوط ؟
ولعل ما صرح به الشيخ محمد حسان في تعليقه الأول في خطبة الجمعة بخصوص الكفر الصراح الذي أتت به جريدة اليوم السابع بشرنا بإمكانية تجاوز تلك الخطوط ولكن للأسف ماكدنا نستبشر حتى صدمنا الشيخ بتعليقه الثاني الذي برأ فيه الجريدة لمجرد اعتذار باهت.
ولعل الناظر في ملامح الشيخ في التعليق الأول وهو ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجد الإخلاص والحرقة على وجهه والناظر إلى وجهه عند التعليق الثاني كان سيرى بلا شك تلك الخطوط الحمراء... فجاء اعتذار الشيخ عنهم بارد بل هو أبرد من اعتذارهم حتى أنه وصف رئيس التحرير وهو يضغط على الكلمة بلفظ أخي خالد صلاح.
رغم أنه لم يجف بعد مداد القلم الذي كتب به أخوه مقال بعنوان (لو كنت مسيحيا ) راح يذرف فيه الدمع على الاضطهاد المزعوم الذي يتعرض له النصارى في مصر والقاصي والداني يعرف جيدا توجه تلك الجريدة ومن ينفق عليها فهي بحق تعتبر الناطق الرسمي للكنيسة المصرية ...
فهل انطلى عليك يا شيخ أن رئيس التحرير كانت نيته سليمة لأن ما جاء تحت العناوين المهينة للأبواب كان دفاعا عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وأني سائلك هل كان يجرؤ أن ينشر مقال أو كتاب بعنوان الليالي الحمراء للبابا شنودة ثم يدعي أن التفصيل تحته كان دفاعا عنه هل كان يجرؤ على النشر .
وهل لو نشر كانت تنفعه حينها نيته الحسنة التي لم تشفع لممدوح مهران صاحب جريدة النبأ عندما نشر فضائح قسيس وهي مثبتة بالصور والفيديو بل تم إغلاق الجريدة وتم محاكمته ومات قهرا أو قتلا في السجن.
بل أن هذه الجريدة ذاتها لطالما وصفت مشايخ السلفيين وأنت خاصة بأقبح الألفاظ وأعداد الجريدة مازالت موجودة على النت. فلماذا عدت ورأيت تلك الخطوط مرة أخرى ولعلك تعلم أن الرأس العالم الذي يتبعه كثير من الناس لا يجوز له أحيانا الأخذ بالرخصة بل تجب عليه العزيمة.
ولعل موقف الإمام أحمد بن حنبل حين كان يعذب من أجل القول بخلق القران فقيل له لماذا لاتأخذ بالرخصة فأشار إلى خلق كثير في الخارج فقال لو قلت لكتبوا فحفظ الله به عقيدة الأمة.
هل يستطيع شخص عادي أن يسعه الصمت عند تسليم أخته كاميليا زاخر التي اسلمت للكنيسة فكيف وسعك أنت .. هل يطيب لك إفطار ؟ هل يطيب لك ضحك وأختنا مسجونة لا ندري ماذا يفعل بها .
فوالله كأني أسمع صراخها وأنينها وهي تشكونا إلى الله وأنت يا شيخ منهم ولذلك فإني لأظن أنه يلزمكم التصريح تلو التصريح حتى يتم الإفراج عن الأسيرات ولا تقول أنك كلمت المسؤلين في السر كما أذعت في تعليقك أنك كلمتهم بشأن فضيحة اليوم السابع وذكرت أنهم قالوا لك كلاما أثلج صدرك !
فهل قالوا لك مثلا أنهم سيغلقون الجريدة أو قالوا أنهم سيحاكمون رئيس التحرير كما أغلقوا وحاكموا رئيس تحرير النبأ فهذا الكلام الذي يمكن أن يثلج الصدر أم تراهم قالوا لك (ماتزعلش يا شيخ محمد) (إحنا مايرضيناش ولا نقبل كده ) كلام من قبيل الكلام الذي يقال لفض خناقة في الشارع .
فلا تقل إذن أنك كلمت المسؤلين لأن المحصلة صفر لذا لزمك التصريح والتصريح وليس التلميح ليت شعري أهل الباطل يصرحون بل ويصرخون ولا يأبهون لخطوط حمراء أو زرقاء رغم أنهم على الباطل وأنتم تتأخرون وتصمتون وأنتم على الحق.
لقد كانت غزوة بني النضير من أجل امرأة وكانت معركة عمورية من أجل امرأة صرخت وا معتصماه... ولكن أين معتصم ولله در الشاعر حين قال: فليس هناك معتصم بنجدكن فلم يعد في حمى أوطانهم بطل وان سمعتم صليلا في مرابضتا فإننا في رحاب الدار نقتتل .
وأخيرا ليست تلك دعوة للعنف بل للصراخ .. فقط الصراخ وليس للعنف فيها سبيل فقد رأينا المصائب التي حلت بالأمة بسبب جنوح بعض الجماعات للعنف.
ولكنها دعوة للمشايخ للصدع بالحق نصرة لتلك الأخت المسكينة وقريناتها وأني لأظن أن الله جل وعلا سائل المشايخ وسائلنا عنهن فليعد كل منا جوابه.