دلالات زيارة الملك عبدالله الثاني الى روسيا سلام فخري الطوال زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني لروسيا في هذا الوقت الذي تتعرض فيه الى استفزاز عسكري بهدف عزلها وتطويقها لا تخلو من الدلالات السياسية الواضحة فالاردن الذي تربطه علاقات وثيقة بامريكا ودول الغرب قادر على بناء علاقة مميزة وصداقة عميقة وتعاون مع روسيا الاتحادية، علاقة تنمو وتتسع باستمرار وتمتاز بالاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للاخر. في الاوقات الصعبة يكون الصديق قريبا وهكذا فان اول زعيم زار موسكو اثناء وقوع الجريمة الارهابية على مدرسة بيسلان كان الملك عبدالله الثاني وحينها ايضا كانت الدلالة السياسية واضحة بدعم روسيا في حربها ضد الارهاب والحقد الاعمى وعدم ربطه بالعرب او المسلمين. في الاردن يزيد عدد الخريجيين من جامعات روسيا وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق عن 17 الف خريج يعملون في شتى المجالات ساهموا مع اخوانهم ابناء الوطن الواحد معتمدين على ما نهلوا من علوم في بناء الاردن الذي نفتخر به وبانجازاته اعطوا من علمهم وجهدهم اقصى ما استطاعوا ولم يبخل الوطن فاعطاهم واكرمهم نجد في الاردن من خريجي الجامعات الروسية والسوفيتية قد تسلموا ارفع المناصب وزراء وسفراء واعيانا ونوابا امناء عامين ومدراء.. اضافة الى رجال اعمال ناجحين عادوا لبلدهم باستثمارات تقدر بمئات الملايين يجمعهم جميعا صدق الانتماء والوفاء والاخلاص للوطن وقيادته الهاشمية الفذة. بسرور بالغ نرى اليوم ان حجم التبادل التجاري بين البلدين يزداد ومن المتوقع ان يزيد هذا العام عن مائتي مليون دينار الاردن اصبح قبلة للسائح الروسي حيث يزوره اكثر من 30 الف سائح في العام...: بيت الضيافة الروسي قيد الانشاء في المغطس يقوم على ارض قدمها جلالة الملك للحكومة الروسية. الملكية الاردنية تقوم برحلتين اسبوعيا الى موسكو والمستثمرون الروس يجدون في الاردن مكانا امنا ومغريا للاستثمار وبعضهم قد أقام استثمارات جدية كل هذا ثمرة لجهود جلالة الملك والقيادة الروسية الشابة التي استطاعت وقف النزيف الروسي ومعالجة الازمات الداخلية التي تبعت انهيار الاتحاد السوفيتي فعادت روسيا لتأخذ الوضع الذي يناسب حجمها وقدراتها الاقتصادية والعسكرية على الساحة الدولية، وهنا نتمنى على اشقاء الامس الالتفات الى شعوبهم والعمل على استغلال الاستقلال لبناء الدولة الحديثة القادرة على رفع مستوى حياة مواطنيهم وعدم الانجرار وراء محاولة الاخرين العودة الى الحرب الباردة لالهاء روسيا وعزلها وتطويقها. شعوبكم تستحق الحياة وتستحق الافضل فلا تخذلوها ولا تخذلوا اصدقاءكم ومحبيكم. عن صحيفة الرأي الاردنية 24/8/2008