اسامه عبد الرحيم انا: أحاول أن أتماسك و أظل امضي و كأنه لا شئ هنالك قد تهشم بداخلي
قالت : لا معني ان تهرب من ذاتك و توهمها أنها عادت كما سبق..لهو أمر في غاية الصعوبة حقا..أن تخدع نفسك سيدتي..
لن أبكى على شئ ..إننى تغيرت..ولا أدرى كيف لم يعد فى قلبى شئ..قد يكون ذلك من جراء الصدمة..وقد يكون لسبب لا اعرفه...إننى اصبحت كالشجرة تساقطت عنها الثمار والاوراق..لم تبق ألا الأغصان عارية من الورق والزهر والثمر
سيدتي
هل تعلمين..أنظر دائما إلى المرآة..لأتأكد أن لا شئ بشع يشوه وجهي.. وأكسرها..ولكن لا شئ..أبدا لا شئ..
قالت :لا شئ مألوف هنا سوى صوتي..الشرفه غريبه وسط كل هذه المعالم التي تحيط بي..كل شئ فيها مختلف تشرب القهوه التي لا اجيد اعدادها ...
رمقتها تكتب شيئاً في دفتر الزوار بذاكرتي..
قلت لها بعنف...
سيدتي..
بربك ماذا تكتبين؟!
خجلت وارتبكت وكذبت: لا شئ..فقط أسجل أنني مررت يوماً من هنا..
لم أصدقها..وبعثرت اوارق ذاكرتي منفعلاً..وجدت شيئاً..ما هذا اقرأ.. تتشرف جمعية شموع لرعاية الحقوق الإنسانية وتنمية المجتمع المحلى بدعوة سيادتكم لحضور العرض المسرحى البطة البرية للكاتب النرويجى هنريك ابسن ، أعدها للمسرح سيد...
اووووه ليست هذه بالطبع..حتي عثرت علي ما دونته..
كتبت تقول: يدخلون عالمنا ويصبحون كل شئ...ماضينا حاضرنا مستقبلنا..هواءنا وماءنا...وفجأة يأتي موعد رحيلهم.. فيصبح كل شئ بعدهم مظلما...
التفت نحوها...فاستدارت هي وقالت: لا شيء يستحق..أن تقضي ما تبقى من عمرك وحيدا..
أكملت وقد خنقتها الدموع: وتجرح سنوات عمرك بسكين آلامك..وتبكي فوق أطلال حكاية ماتت.
تماديت في صراخي لها:أحبك..!!
انهارت صارخة بعنف: وتجلس تحت سدرة أحزانك..بانتظار تحقيق أمنيه..أنت أعلم الناس أنها لن تتحقق يوما!!
فجأة وفي وسط انفعالها..انقطع العقد..وسقط من حول رقبتها..وتناثرت حباته..جمعت ما استطاعت منه..ثم اتجهت نحو درج السلم المؤدي الى اعماق قلبي..ولاحت ابتسامة بالرغم منها..وازاحت خصلات شعرها الغجري الى الوراء