المخيم بكلام بارد؟! حسن البطل لاحظوا معي رجاء: وظف (حزب الله) نصر تحرير جنوب لبنان العام 2000 لزيادة أسهمه ومقاعده تحت قبة البرلمان، ثم وظف حزب الله معركة الوعد الحق العام 2006 لزيادة أسهمه وحقائبه في سرايا الحكومة. .. وسيوظف جيش لبنان نصره الأول في حربه الأولى على مخيم نهر البارد، ليكون الطريق الى قصر بعبدا الجمهوري سالكاً أمام عماد الجيش ميشال سليمان. أيضاً، لاحظوا معي رجاء: وظفت حركة (أفواج المقاومة اللبنانية أمل) نصرها على مخيمي صبرا وشاتيلا (حرب المخيمات الضروس 1984 - 1988) لتكريس رئاسة زعيمها، المحامي نبيه البري للبرلمان، علماً أن رئاسة البرلمان مخصوصة للطائفة اللبنانية الشيعية منذ الصيغة اللبنانية الأولى 1943، وحتى الصيغة اللبنانية المعدلة في مؤتمر المصالحة الطوائفية اللبنانية، في مدينة الطائف السعودية 1989. أيضاً، لاحظوا معي رجاء: وظف حزب الكتائب اللبنانية (كحزب قائد لتحالف ميليشيات الجبهة اللبنانية) نصره على مخيمي تل الزعتر وضبي 1976، لدفع زعيمه المحارب بشير الجميل إلى رئيس منتخب للبنان 2891 (قتل قبل ترسيمه، وانتقم حزبه مع حلفائه من الاسرائيليين من مخيمي صبرا وشاتيلا في مجزرة 15-16-17 أيلول 1982)، رغم أنه لم يكن للفلسطينيين يد أو دور في مصرعه. لاحظوا معي رجاء: انسحبت قوات (فتح الشرعية) من البقاع اللبناني صيف وخريف 1983، وقاتلت ضد منشقي (فتح الانتفاضة) الموالية لسورية قتالاً تراجعياً.. ثم انتصر الاخوة المنشقون على الاخوة الموالين للقيادة الشرعية.. و(حرروا) مخيمي نهر البارد والبداوي، واتخذوهما قاعدة لهم. .. وبالطبع، انتصر الجيش الإسرائيلي على العديد من المخيمات الفلسطينية في لبنان، إما بالمحو الجوي الكامل لمخيم النبطية النموذجي قرب صور1974؛ وإما بالاحتلال المباشر، كما في حرب العام 1982 (سائر المخيمات الفلسطينية جنوببيروت، بما فيها مخيم عين الحلوة). إذا تعدد هؤلاء المنتصرون، وتعددت انكسارات المخيم الفلسطيني في لبنان، فلماذا سنعتبر انتصار الجيش اللبناني، وانكسار بؤرة تنظيم القاعدة في مخيم نهر البارد، علامة فارقة في قصة المخيم الطويلة، وفصولها المختلفة مع الانتصارات والانكسارات؟. أولاً، علينا أن نتذكر كيف ومتى ولماذا يلوذ اللبنانيون بجيش بلادهم وقادته للخلاص من أزمات ما قبل جولات الحروب الأهلية اللبنانية وما بعد جولاتها؟. في الحرب الأهلية الصغيرة 1958, توافق اللبنانيون على ترئيس عماد الجيش فؤاد شهاب، لأن الجيش لم يتورط كثيراً، ولأن شهاب بقي نظيفاً. في عامي 90- 1991، ضاقت قيادة الجيش باحتراب الميليشيات المسيحية فيما بينها، واحترابها مع الجيش السوري، واستضراط دمشق لكرامة الجيش اللبناني، وأيضاً من بطء انسحاب الجيش الإسرائيلي.. وهكذا، برز عماد الجيش ميشال عون منقذاً جديداً (شهاب آخر، ديغول لبناني؟) وأعلن (حرب تحرير ضد الاحتلالات برمتها)، ولكنه مد يداً للفلسطينيين ويداً أخرى لصدام حسين.. وكلتا يديه لفرنسا، التي منحته لجوءاً فاخراً.. واستثمر تمرده الباهظ والبطولي لتشكيل حزب فوق طائفي، ولتحالف مصلحي مع دمشق وحزب الله. .. وعلى ما يبدو، فإن جيش لبنان، وهو مكسور الخاطر من خلو سجله من الانتصارات، حصد، بدوره، نصراً سيوظفه عماد الجيش ميشال سليمان (ميشال الثاني) ليكون ثالث رئيس عسكري لجمهورية لبنان.. وإليه، سيلوذ اللبنانيون الكثر الخائفون من مضاعفات انتصارات حزب نصر الله، والخائفون الكثر من نجاح سورية في ترئيس رئيس لبناني آخر موالٍ لدمشق أو مهادن لها. ما هي العلامة الثانية، الأكثر أهمية فلسطينياً، لسقوط جديد لمخيم فلسطيني آخر؟. هذه أول مرة لا تدافع فيها فتح عن مخيم فلسطيني في لبنان، بل أبدت استعدادها للقتال مع الجيش ضد حركة طارئة على المخيم، وعلى الفلسطينيين، وشوهت وانتحلت اسم فتح أيضاً. كما ان (م. ت. ف) (وفصائلها الصغيرة)، انحازت سياسياً للسلطة الشرعية اللبنانية، السياسية والعسكرية.. وأكدت انسحاب الفلسطينيين الخلافات اللبنانية، ومن صراعاتها وحروبها. .. وأول مرة، أيضاً، يفضل اللاجئون الفلسطينيون ترك مخيم طوعاً، لأن الحرب ليست حربهم.. وربما لأن الخط الأحمر الفلسطيني سقط وتم اجتيازه في غزة.. لكنه منيع وصامد في قلعة المخيمات، عين الحلوة. لماذا؟ لأن اسلاميي عصبة الأنصار من أهل المخيم، ولأن جند الشام منبوذون.. ولأن فتح هي فتح هناك. .. وفي لبنان وفلسطين تمتد الموجة الأصولية أو ترتد؟!. عن صحيفة الايام الفلسطينية 4/9/2007