رحلة أوباما اختبار لمهارته السياسية زهير ماجد إذا صدقت مراكز الاستطلاع في الولاياتالمتحدة الاميركية فإن المرشح الديمقراطي باراك اوباما الاوفر حظا في الوصول الى سدة الرئاسة، وهو ما يجعل اول رئيس أسود يختال في البيت الأبيض ليقرر تاريخا اما جديدا للولايات المتحدة أو تكملة لكل عناصر الإثارة المرضية التي افتعلها جورج بوش الابن. اليوم تبدأ رحلته الى مناطق عربية واسرائيل ثم الى بعض البلدان الاوروبية وافغانستان. رحلة يشتم فيها الرئيس المفترض كل عناصر الاثارة المنتظرة وخاصة في العراق وافغانستان، وقبلها في الاراضي الفلسطينية واسرائيل .. استطلاعاته في تلك البلدان الساخنة قد لاتضيف معلومات جديدة الى رصيده الذي يعرفه، لكنها تطلعه على وجهات نظر متباينة او متوحدة، كما تجعل قربه من الميدان في العراق وافغنستان على تفاعل مسبق مع قواه العسكرية التي يقال إنها مصابة بالقهر لدورها الذي لم يعد دورا مميزا ولا له القدرة على استكمال البقاء فيهما. اللافت حتى الآن ان اوباما يريد ان يجعل من العام 2010 نقطة تغيير في الوجود العسكري الاميركي في العراق، اي انه قد يكون على موعد بسحب قواته من البلد العربي المتمرد كي ينقل تلك القوات الى افغانستان في نية غير مفهومة حتى الآن، هل للمزيد من ممارسة القوة ضد تنظيم " القاعدة " أم لأن الخط الاستراتيجي الاميركي المقبل يجعل من افغانستان مكان الضغط على القوى المحيطة بها بدءا من إيران وصولا الى روسيا التي ترى في هذا الرئيس الجديد امكانية للتفاهم على اكثر من صعيد. ومن هنا نفهم رحلته الى اوروبا ( فرنسا والمانيا وبريطانيا )، ذلك العالم الذي يتحسس آماله من خلال الرغبات الاميركية في العالم، فالرئيس الفرنسي ساركوزي المعجب بأميركا والمتمادي في وصف تجربتها بالصورة النقية يريد من الرئيس الاميركي " الجديد " الانتباه الى كتف فرنسا الملاصق للكتف الاميركي في مشاريعها العالمية ، واما المستشارة الالمانية انجيلا ميركل فلا تقل نظرتها للعلاقة مع اميركا بأقل من زميلها الفرنسي، وكلا النجمين الاوروبيين صار لهما، وخاصة ساركوزي، توكيل في مسائل اميركية اقلها في منطقة الشرق الاوسط وخاصة في لبنان ومن ثم في العلاقة مع سوريا. لرحلة اوباما المهمة حسب استنتاجاته تأثير كبير في اختبار مهاراته السياسية الخارجية بعدما قد يكون رتب " اكسسواراته " في توزيع المهام المقبلة لادارته الجديدة . ففي العالم حلم ثابت ان يتمكن عهد اوباما من تغيير المناخات العالمية من بلاده والتي وصل بها الرئيس بوش الى اسفل الدرك.. ان تحسين النظرة الى اميركا واعادتها كصديقة لهذا العالم الذي جرت عليه حسابات بوشية مؤسفة، لن تحصل الا بتغيير جذري للسياسة الخارجية الاميركية التي تورطت في اكثر من موقع ومازال يدفع ثمنها الاميركي العادي عبر قتلاه يوميا او من خلال الاحساس بفقدان الامان في مجتمع عاش امنه لفترات طويلة، ان في الخارج وحتى في الداخل الاميركي الذي يشاع انه يعيش حربا أهلية داخلية دون الاعلان عنها، وهو اسوأ اضطراب تعيشه الولاياتالمتحدة منذ تكوينها حتى الآن مما دفع رئيسة الكونجرس الى الاعتراف علنا بأن الرئيس بوش رجل فاشل. عن صحيفة الوطن العمانية 20/7/2008