نهاية.. احمد عمرابي كبار المفكرين اليهود يطلقون عليها «الثورة الصهيونية». وهي ثورة حقاً انتهت إلى إقامة «وطن قومي» للأمة اليهودية بوسائل القوة الذاتية متعددة الجوانب: قوة المال مع القوة القتالية المستندتان إلى قوة الإرادة والتصميم.
لكن الآن وبعد 60 عاماً من قيام الدولة اليهودية، يجري تداول تساؤل في الدوائر الإسرائيلية السياسية انتقل من دائرة السر إلى دائرة النقاش الإعلامي العلني، ومفاده ثلاث كلمات: ماذا عن المستقبل؟
سبق الجميع إلى طرح هذا التساؤل المصيري الخطير إبراهام بورغ رئيس البرلمان الإسرائيلي سابقاً، في سياق مقالة تاريخية نُشرت في عدد من الصحف الأميركية في تزامن موحّد، قال بورغ:
«الدولة الإسرائيلية اليوم قائمة على هيكلية الفساد، وعلى أساس من الاضطهاد والظلم. ولذا فإن نهاية المشروع الصهيوني باتت على عتبات أبوابنا».
هكذا يدق بورغ ناقوس «القيامة» المرتقبة، ويستخلص أن جيله ربما يكون «آخر الأجيال الصهيونية». لقد بلغت الدولة اليهودية أعلى ذرى قوتها بعد حرب 1967 التي حققت فيها انتصاراً كاسحاً على العرب هزّ مشاعر العالم بأسره وانتهى إلى احتلال إسرائيلي على أراضي الضفة الغربية وسيناء ومرتفعات الجولان.. ثم توسَّع الاحتلال لاحقاً ليشمل جزءاً من الجنوب اللبناني.
لكن إسرائيل لم تعد الآن القوة الأسطورية التي لا تُقهر، بعد انهزامها أكثر من مرة ما اضطرها إلى مغادرة جنوب لبنان تجرجر ذيل الانكسار.
يقول بورغ إن الفرد الإسرائيلي يعيش اليوم هاجس الخوف في كل لحظة من لحظات حياته اليومية متسائلاً: ما هو المصير المستقبلي؟ ويضيف: «إن الصراع العربي الإسرائيلي انتهى بإسرائيل إلى «دولة مستوطنات» تديرها طغمة لا أخلاقية من سياسيين فاسدين يصمّون آذانهم عمّا يقوله مواطنوهم وأعداؤهم على حدٍّ سواء».
ومن هنا يتوصل هذا المفكر اليهودي المخضرم إلى استخلاص أن «العد التنازلي لانهيار المجتمع الإسرائيلي قد بدأ». «الثورة الصهيونية ماتت». هكذا يطلق بورغ صرخته التحذيرية الختامية.
لكن هل يعني هذا أن يتوقف النضال الفلسطيني انتظاراً لتصاريف القدر؟
أجل إسرائيل محكوم عليها بالموت، ولكن إلى أن ينفذ القدر فإن عمرها قد يمتد إلى 60 عاماً أخرى. عن صحيفة البيان الاماراتية 15/7/2008