كفى نكبات * د. هاشم الفلالى هناك من لايريد للسودان بان يهدأ ويستقر فى حياته السياسية، ومعروف كيف يمكن اثارة الفتنة التى من السهل جدا اشعالها بين الحين والحين. فإن السودان وصل إلى هذه الاتفاقيات مع الجنوب بعد صعوبة بالغة، والتى تحتاج إلى الدعم الدولى والاقليمى وحتى الداخلى اللازم، من اجل الحفاظ على امن السودان وسلامة اراضيه. لقد أصبحنا نجد بان الوضع الراهن يزداد سوءا، سواءا فى العلاقات العربية العربية، او حتى العلاقات الفلسطينية الفلسطينية، الغريب فى الامر بان هناك علاقات جديدة بدأت تستجد وهى العلاقات الفلسطينية والعربية الاسرائيلية. إذا فإن المسار من اجل تصفية القضية الفلسطينية هو الوضع الطبيعى لما وصلت إليه الامور فى هذا الصدد. إننا نجد بان هناك ما يحدث من كل تلك الازمات بسبب لهث الامة وراء الارتماء فى احضان اسرائيل، والتنازل المؤلم للكثير من الحقوق المشروعة، ورغم ذلك نجد بان اسرائيل تزداد طغيانا وجبروت فى تعاملها مع العرب وخاصة الفلسطينية الذين اعطوا الامان لها، والسير فى الطريق الاستراتيجى نحو السلام. قد يكون هناك من الحبة قبة، وقد يكون هناك هفوات من الملك فاروق فى حياته، ولكن ايضا قد يكون هناك مواقف سياسية ادت إلى الاطاحة بالملك فاروق، والسياسية مصالح وقاسية فى التعامل مع من يسير فى عكس التيار او فى موقف قد لا يرضى الكبار، وقد يكون الملك فاروق انزلق فى وضع هو مثل القشة التى قصمت ظهر البعير. اية انسان يحكم على ما تأتية الاخبار المليئة بالاشاعات والتى فيها الاضافات من كل من هب ودب. قد يقسوا التاريخ على البعض وقد ينصف التاريخ ايضا البعض. هل من الممكن بان تصل القضية الفلسطينية إلى حل بالفعل عادل ومشروع ويحقق للشعب الفلسطينى احلامه فى عودته إلى اراضيه التى استعادتها وان عاصمته قد اصبحت الفدس وانه اصبح ينعم بالامان فى وطنه بعيدا عن الجبروت الاسرائيلى المستمر بالعدوان بين الحين والحين عليه بالقتل والتدمير وتعكير الاجواء كل وقت. أم اننا نجد بان الرئيس الفلسطينى قد يأس من هذا الوضع الحالى الذى هو غاية فى الازعاج للطرفين الفلسطينى والاسرائيلى، ويريد بان ينهى القضية باية شكل وباية حل يمكن التوصل إليه بالحصول على ما يمكن الحصول عليه والتنازل المؤلم عن كثير من الحقوق التى كافح من اجلها الشعب الفلسطينى منذ ما يقرب من قرن من الزمان. هل اليأس من الممكن بان يصل إلى حل وان أمريكا تعرف كيف تستخدم هذه الاوراق جيدا فى تعاملها مع القضايا والتى تبدأ بالحصار ثم إما بالحرب او بالسلام. لا أحد يستطيع بان يتخيل بان الرئيس الباكستانى مشرف والذى وصل إلى السلطة يمكن بان يبتعد عنها، وان يكون هناك تطبيق للقانون الذى من الممكن بان يبعده عن السلطة. صعب جدا بان نجد تلك الدول التى انجرفت نحو الهلاك بايديها تطلب الحماية من البودى جارد، او ايا من كان لحمايتها. وصلنا إلى اوضاع غير مسبوقة، فماذا بقى لنا. شئ مؤسف حقا. بعد ان كان هناك الخداع بالقوة، اصبح هناك الوضع الصعب فى طلب القوة.أي بعد ان كان هناك حرب ضد الاستعمار اصبح هناك طلب للأستعمار. من ينقذ العراق من الهاوية التى وقع فيها، هل ليس لنا إلا امريكا والغرب من اجل الحصول على العزة والكرامة والحماية. لقد وصلت أمريكا إلى ان تكون اقوى ترسانة عسكرية عرفها التاريخ، وهذا من خلال الانفاق الهائل على هذه الترسانة، والذى لم يؤثر على الاقتصاد الامريكى كما حدث ويحدث فى الكثير من الدول والذى يجعلها تتأثر اقتصاديا ويكون التسليح عبء شديد عليها. إننا نرى ان القوة واستخدامها قد يصل فى الكثير من المراحل إلى عدم السيطرة عليه، وهذا ما نرى فيه الرئيس بوش فى تعامله مع العالم، ومحاولة ان يقوده وفقا للسياسية الامريكية ايا ما كانت. لقد كان الصراع فى القرن الماضى بين قوتين متكافئتين تقريبا فى القوة العسكرية، وهناك فريقين او كتلتين، والذى لم يعد متوافرا هذا القرن نظرا لعدم توافر القوة المتكافئة مع الترسانة العسكرية الامريكية، ولكنها قد تكون مزعجة ومؤذية، والتى لا يجرؤ احد على الوقوف بجانبها للعديد من الاعتبارات، وعشوائيتها فى تحقيق اهدافها وإنها لا يعتمد عليها باي شكل من الاشكال. يجب الاسراع فى اتخاذ اللازم من الاحتياطات الوقائية الطبية، وتجنب انتشار هذا الوباء، فما أكثر ما يحدث من حولنا من اوبئة فى الطيور والمواشى وغيرها. لابد من ان يكون هناك الامن الغذائى، والذى من الممكن بان يحدث كارثة انسانية. وفى الوقت نفسه شكرا على التعرف المبكر على هذا المرض الغامض الذى انتشر، والذى سوف يتم السيطرة عليه بالسرعة اللازمة. يجب بان يكو ن هناك دور ايجابى للهلال الاحمر فى القيام بمثل هذه الاعمال الانسانية فى حالات الحروب والكوارث والمصائب التى تحدث فى اية مكان. ما فيه المصلحة العامة والقيام بالتطوير لايا من الخدمات التى تصل إلى المواطينين، وتعود بالخير والفائدة للمجتمع الذى يحتاج إلى ان تحل له الكثير من قضاياه، فرحبا بها، ولها كل الدعم والتأييد والمؤازرة لها. إن حريق البطحاء بالرياض هو كارثة شديدة الوطأة، وتحتاح إلى عون ودعم مادى ومعنوى، وان تمر هذه الازمة ولكن يتم التعلم منها، فى الحيطة والحذر واتخاذ كل تلك الاجراءات الامنية التى من شأنها بان لا يتكرر مثل هذه الكوارث مرة اخرى. الله يديم التعاون والاخاء والمحبة فى الله بين القادة والزعماء العرب، وان يتحدوا فى قضاياهم المشتركة والمصيرية, وان تيجنبوا كل تلك الخلافات التى قد تحدث من مؤامرات تحاك ضد الامة. هذا هو ما يجب بان يكون على تلك المستويات فى هذا الاطار العام بين الاشقاء العرب. نستطيع بان نقول بان هذه التصريحات الامريكية خاطئة بان الحرب فى العراق بلا نهاية، وان القوات الامريكية ستظل هناك تستفيد من خيرات البلاد، إلى ما لا نهاية، ولكن النهاية هى بعد استنزاف هذه الخيرات وخاصة الطاقة التى تنعم بها العراق، وتنضب هذه الطاقة فإن القوات الامريكية لن يكون لها وجود فى العراق. مأساة تعيشها المنطقة، فهناك من يريد ثرواتها وهناك من يريد مقدساتها. إنه ثائر مثل كل الثوار فى العالم، سواء فى العصر الحديث او القديم وقد نال شهرة عالمية، واصبح شيه اسطورة فى البطولة لتحرير بلاده، وما قام به من اعمال ثورية. قد يكون هناك من يتخذه نموذجا لتمرد والبطولة وخاصة من الشباب. إنه نموذج العنف بعكس نماذج أخرى فى العالم تتصف باللا عنف فى تحرير البلاد واجلاء الاستعمار، وحتى تغير النظام. ما أجمل هذا الشهر الكريم، وما فيه من صفاء ورحمة والكثيرمن لك الصفات الحسنة التى لا تتوافر إلا فى هذا الشهر الفضيل، وهو ضيف يأتى سريعا ويذهب سريعا، والذى فيه الكثير مما نفتقده فى باقى العام، من روح التعاون والاخاء والمحبة بين الناس. إن امن المعلومات يعتبر من اهم الاشياء فى هذا المجال الحيوى، والذى قد يصبح عديم الفائدة والجدوى، إذا فقد الامن الضرورى للتعامل مع اجهزة الكميبوتر والانترنت. إذا يجب بان يضاعف العمل فى هذا الشأن الحيوى فى مجال المعلومات، من معاملات وتواصل وكافة تلك الامكانيات والقدرات التى يتم القيام بها من خلال هذه الاجهزة التى هى من سمة هذا العصر. إن ما يحدث من تطور هائل فى مجال تكنولوجيا المعلومات قد وصل إلى ان يتم التواصل بين البشر عبر الانترنت، والذى وصل إلى تلك المراحل المتطورة التى لم تعد مقصورة على فئة معينة او محددة من البشر، وإنما هى امكانيات متاحة لكل من يهتم الانترنت، واستخداماتها بالاسلوب الصحيح والسليم بعيدا عن كل تلك المخاطر والتى من الممكن بان تحدث. هناك تلك التقنيات الهائلة والتى وصلت إلى مراحل فى غاية التطور، وما يمكن ان يكون من تلك الموصفات التى تصل إلى قمة العروض والشاشات ذات الوضوح العالى. لقد وصل العالم إلى مراحل خطرة من الحرية الفردية والتى قد لا تراعى الكثير من الاعتبارات والتى من شأنها بان تتعدى على حرية الاخرين، وهذايعتبر فوضى وليست حرية. فإن الحرية تتوقف عندما تصطدم مع حرية الاخرين. إننا نجد بان هناك الكثير من المفاهيم التى لابد من ان تصحح، والتى تعيد الاحترام والكثير مما قد افتقدناه من علاقات جيدة وحسنة بين البشر. وفى جميع الاديان يجب بان يسلم الانسان من اذى الاخرين. لقد وصلت المنطقة إلى مرحلة من التعقيد السياسى الذى تشابكت فيه الامور لدرجة تجعل من العسير بان يكون هناك تلك الحلول الممكنة التى من شأنها بان تصل إلى معالجة موضوعية لما يمكن بان يكون فى الاطار الذى تحدث نوعا من الاستقرار والهدوء المطلوب وفقا للكثير من الاعتبارات التى اهملها الجميع. الكل يرى بان له من الاولويات التى لا تجعل فى مقابلها اولويات اخرى، بحيث ان الحوار والمفاوضات قد اختفت ولم يصبح هناك إلى لغة العنف والقتل والتدمير هى المتداولة فى المنطقة، كحل وحيد لكل الازمات التى تحدث، والتى تتواجد وتتفاقم يوما بعد يوم. ما احوجنا إلى ان نصلح من انفسنا، وان نستعيد بعض ما افتقدناه من مصالحة بيننا، تؤدى دورها فى تحقيق الاستقرار المطلوب، والوفاق حتى يمكن بان نتعاون فى مسارنا المشترك، بعيدا عن التعصبات والصراعات المهلكة والتى قد لايكون لها اهمية، إلا المصلحة الشخصية. لقد فقدت لبنان الكثير من تلك الاعبتارات التى كانت تتميز بها، والتى كانت من ضمن الجوانب الايجابية فى دعم الهدوء والاستقرار فى هذا البلد التى انتقل إلى مرحلة غاية فى الخطورة، والذى فقد نظامه الديمقراطى ليتحول إلى نظام الغابة، والاقوى يفترس الضعيف، الغدر والافتراس هو من صفة العيش هذا البلد الذى لا أحد يرضى بان يكون هكذا او ان يستمر بهذا الوضع المؤسف والذى يجب ان يكون هنا حد لهذه المأساة التى تعيشها لبنان. لقد بدأت ايران تصل إلى تلك المرحلة التى كانت مستبعد الى حد ما، والتى هى من اشد الصراعت واخطرها من حيث المعارضة الطلابية التى تتحدى الحكومات، والتى لديها من المطالب من اجل التغير السياسى، والذى تراه هو الاصح فى التعامل مع القضايا الحيوية لإيران. لم تستطيع امريكا بان تحارب امريكا من الخارج فجاءتها الحرب من الداخل، وهو من اصعب الاشياء والذى يتهدد امن واستقرار البلاد. بجب بان يكون هناك تلك الجوائز التى هى من نصيب العرب فى هذه المجالات الحيوية العلمية. العرب كلهم فى انتظار هذه الانتصارات العلمية والحضارية. جائزة نوبل تقدير عالمى لمثل هذا التفوق الذى وصل إليه هؤلاء العلماء فى هذا او ذاك المجال. لقد استطاعت كامب ديفيد بان تصل إلى تلك المرحلة من السلام الدائم بين مصر واسرائيل، والتى كان من الممكن بان يتم احتوائها ايضا لباقى دول المواجهة، فى تلك المرحلة من حقبة السبعينات، والتى رفضتها كافة الدول العربية باستثناء الاردن الذى وصل أيضا إلى سلام مع اسرائيل. ولكننا نجد بان السلام يتعثر مع باقة دول المواجهة والتى مازالت إلي يومنا هذا تعانى حالة اللا حرب واللا سلام، او ما نجده من تعنت اسرائيلى فى التنازل على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، والحق العربى فى تقرير مصير شعوب المواجهة من استعادة اراضيها. إن العرب قد يملكون القوة الهائلة التى تزعج اسرائيل، والتى تحدث زلزالا فى المنطقة، ولكن اسرائيل تستمد قوتها من امريكا، وان الترسانة الامريكية تحت تصر اسرئيل فى حالة قيام حرب عربية اسرائيلية، وإن كانت مدعمة من ايران مع المستجدات على الساحة الدولية، وما ظهر من حليف جديد للعرب، ضد اسرائيل، وان كان العرب مازلوا متخوفين من ايران وما يمكن بان تمتلكه من سلاح نووى. إنها النظرية التى تقول عدو عدوى صديقى، ولكن إيران تحلم بالسيطرة على المنطقة، وإن كانت المخاوف العراقية ايام صدام قد اختفت، فقد ظهرت هذه القوة التى لا تجد لها رادع من امتلاك السلاح النووى إلا المجتمع الدولى الذى يرفض بشدة وجود سلاح نووى فى المنطقة، يحدث توازنا مع اسرائيل النووية. لقد تفوق السوفيت على الامريكا عسكريا وفى الفضاء، ولكن الاقتصاد الضعيف للسوفيت هو الذى ألب الشعب علي الحكومة والشعب لا يملك قوت يومه، فلا يريد بان يملك العالم، او حتى ينتصر وهو يتضور جوعا وبؤسا، وعدوهم ينعم بخيرات الارض ونعيم الدينا. إنه إذا خلل فى التوازن بين الانفاق العسكرى الذى يصل إلى التفوق والقمة، وبين الاقتصاد الذى يصل إلى الحضيض. ولكن هذا الانهيار للسوفيت لا يمنع بان يستمر التقوق العلمى، والذكاء فى الاستمرار فى طريقه نحو تحقيق المزيد من الانتصار وإن لم تكن على المستوى المنافس، بعد التفتت الذى حدث لهذه الامبراطورية السوفيتيه التى كانت توازنا للقوى العسكرية فى العالم، والذى لم يعد متواجدا. هنا يجب بان يكون هناك موقف عربى اسلامى فى مناقشة هذه القضية الخطيرة والهامة بالنسبة للعرب والمسلمين، والتى يجب بان يشارك فيها العرب جميعا والمسلمين، والقدس تعتبر من اهم القضايا الحيوية والمصيرية بالنسبة للعالم اجمع وليس فقط للمنطقة، او فلسطين او اسرائيل. هذه القضية يجب ان لا يترك فيها الاسرائيلين يتحكموا فيها كما يشاؤون وإنما هى قضية حساسة وهامة ويجب بان يراعى فيها الكثير من الاعتبارات التاريخية والدينية والقومية والدينية، والتى تهم شعوب العالم اجمع بدون استثناء. لا يجب بان تضيع هذه القضية من ايدينا كما ضاع الكثير من قضايا العرب والمسلمين حينما تنازعوا بينهم وتركوا مقدساتهم فى ايدى غيرهم، ومازال هذا المسلسل مستمر، ويجب بان يتوقف، كفى نكبات للأمة العربية والاسلامية. ** المملكة المتحدة