لم يفاجئنا فاروق الشرع نائب الرئيس السوري بشار الأسد بتصريحاته الأخيرة واصفاً دور المملكة العربية السعودية في المنطقة ب "شبه مشلول الآن بكل أسف"، وقال إنه لا يعرف سببا لذلك...!؟
لقد جاءت التصريحات تلك تماشياً مع الهيمنة التي تحاول إيران فرضها على المنطقة العربية وخاصة الجزيرة منها، ولأن المملكة العربية هي قلب الجزيرة النابض، كان لا بد من كافة الطامعين أن يحاصروها بشتى الوسائل المختلفة، فمثلاً تجد الإحتلال الإسرائيلي بين الفينة والأخرى يغازل المملكة بجملٍ لعلها تلين في مواقفها الثابتة بالنسبة للقضية الفلسطينية، فيما تتهم الولاياتالمتحدة علانيةً بعض رجال الأعمال السعوديين بالوقوف بجانب المتشددين من المسلمين، ثم يأتي دور إيران اللعين من جهة الشرق ومعها المحور المعروف للجميع، لتهاجم العائلة المالكة ودورها، لأسباب يعتقد البعض إنها لعب أدوار أو تقاسم الدور بين السعودية وإيران في زعامة المنطقة، بينما السبب الحقيقي يكمن دوماً في الصراع بين الشيعة وعلى رأسهم "الصفويين" وبين أهل السنة والتي تمثل السعودية رأس الحربة فيها.
الغريب أن زعماء دول عربية يدركون حجم المخاطر التي تحدق بالأمة الإسلامية جمعاء من الخطر الشيعي القادم، خاصة وانه ينتشر كالمرض في بلاد السنة، فهي على سبيل المثال تشكل نسبة عالية جدا في البحرين والكويت وبالطبع تسيطر الآن على السياسة في العراق بعد أن جعلهم صدام حسين كالفئران يختبأون في جحورهم ومنعهم من تأدية حجيجهم وزيارتهم للأماكن المقدسة كما يحلو تسميتهم لها في العراق لمدة 36 عاماً وهي مدة حكمه قبل أن يعدموه حقداً وكراهية للمسلمين، فيما لعبت السياسة العربية في العشرين دولة، هم باقي الدول العربية، بطريقة المثل الشعبي "وأنا مالي"، وكأن إستهداف المملكة العربية السعودية من قبل العدو الإيراني او العدو الأمريكي أو محاصرتهم لحثها على التنازل عن زعامة العالم الإسلامي، سيكونون بحال أفضل وإستقرار أمنهم الداخلي وإنتعاش إقتصادهم والإقتصاد العالمي، دون أن تترك خللاً سيكون مزلزلاً لعروشهم التي طالما حافظوا عليها من الإنهيار بالدم والسيف.
ندرك تماماً حجم الهجوم القادم على أرض الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام من الأصدقاء والأعداء على حد السواء لإرضاء البيت الأبيض، فإيران التي تحاول دوماً السيطرة على الخليج العربي لأطماعها الدنيئة، ستفشل لأن الله سبحانه سيوجد صداماً آخراً سُنياً سيعيدهم لجحورهم كما كانوا سابقاً ومعها دولاً تسبح في فضائها، أما الدولة الصغيرة التي توهم نفسها بهالة من العظمة والكبرياء، علماً بأن نصف أراضي بلادها قواعد عسكرية أمريكية، والتي تنتظر فرصة زعامة الخليج العربي على وجه الخصوص والدول العربية عامة، فهي لن تكون إلا "ريشة" في عالم أهل السنة التي تحب مكة وأهل مكة خادم الحرمين الشريفين، وستبقى المملكة دوما عصية على هؤلاء المارقين مهما توحدت أفكارهم أو جمعتهم آلة الحرب الأمريكية، فرصانة القلب وثباته اكبر من تلك المؤامرات التي تستهدف أرض المسلمين أينما كانوا، فما بالنا لو كانت أرض الحرمين الشريفين والكعبة المشرفة...!؟.