مواجهة مشكلة الإدمان د.موزة المالكي تشرفت بدعوة كريمة للمشاركة في المؤتمر السنوي للاتحاد العربي للجمعيات غير الحكومية للوقاية من الادمان بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات تحت رعاية واستضافة معالي السيد الدكتور عمرو موسي أمين عام جامعة الدول العربية والذي نظمه الاتحاد العربي للوقاية من الادمان بالتعاون مع جامعة الدول العربية تحت عنوان عالم عربي موحد لمواجهة مشكلة الادمان ، والذي عقد يوم الخميس الموافق 26 يونيو 2008م بالأمانة العامة بقاعة مؤتمرات جامعة الدول العربية بمدينة القاهرة. وقد جاء عنوان المؤتمر معبراً بالفعل عن حاجة العالم العربي لمثل هذا التوحد والتآزر والعمل علي مواجهة هذه المشكلة بل هذه الآفة التي بدأت تقضي علي شبابنا وشاباتنا وأطفالنا، فكما سمعنا واطلعنا علي الأبحاث والاحصائيات في هذا المؤتمر فإن المشكلة لم تعد قاصرة علي فئة الشباب بل إنها بدأت تتفشي بين الفتيات والأطفال. لقد كان الحضور الخليجي واضحا ومتميزاً وقدم العديد من الأوراق والمداخلات التي ألقت الضوء علي خطورة الوضع وعلي أهمية التدخل السريع من قبل جميع الدول بكل أجهزتها ومؤسساتها للوقوف في وجه هذه الظاهرة الخطيرة التي تقضي علي الاقتصاد بكل معانيه، وعلي أهم دعائم الاقتصاد وهو العنصر البشري الذي لا يعوضه أي عنصر اقتصاد أياً كان مصدره. كما أنني كنت أحد الأعضاء المؤسسين للفرع العربي لمؤسسة مينتور العالمية في عام 2006 والتي أعلن تأسيسها في حفل عشاء أقيم في مدينة دبي في نفس العام حيث أعلن فيه عن انطلاق تأسيس هذه المؤسسة العربية لوقاية الأطفال والشباب من المخدرات وهذه الموسسة هي الفرع الاقليمي لمؤسسة مينتور العالمية والتي تأسست عام 1991 في جنيف بسويسرا بمبادرة من جلالة الملكة سيلفيا ومشاركة صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود وعدد من أصحاب السمو الأمراء وشخصيات مالية وسياسية من مناطق مختلفة من العالم وتشرفت أن أكون أحد أعضاء اللجنة العلمية لهذه المؤسسة الرائدة. وقد اخترت أن تكون مداخلتي في هذا التجمع أولا عن أهمية دور وسائل الاعلام في مواجهة مشكلة الادمان وذلك لأهمية الاعتماد علي وظيفة البرامج التليفزيونية الهادفة التي تناقش قضايا اجتماعية حساسة في المجتمع لتحقيق قيمة علاجية ما وفي الوصول إلي قناعات الناس لتحريك اهتمام كثيرين باتجاه حلول لمشاكلهم. ولهذا فلا يجب أن تكون البرامج التليفزيونية مجرد كلام في الهواء ولا تعبئة للخريطة التليفزيونية بمادة لاقيمة لها.. بل علي العكس وبحسب التجربة فإن لهذه البرامج تأثيرها ونتائجها وأهميتها في الوصول للرأي العام وفي اثارة اهتمام الناس وتحقيق قيمة علاجية وأيضا قيمة وقائية. إن البرامج التليفزيونية الثقافية والتوعوية لابد أن يكون لها مثل هذا المنهج حتي تحقق النتائج المنشودة منها وتصل إلي مستوي الآمال المعلقة عليها. كذلك ركزت في مداخلتي علي أهمية العلاج النفسي في مساعدة المدمن وأسرته علي العودة إلي الحياة الطبيعية فتأثير الادمان لا يكون فقط علي المدمن وحده ولكنه يتعداه إلي جميع أفراد العائلة. أتمني أن تعود نتائج مثل هذه الملتقيات بالنفع علي شبابنا، وليحم الله أطفالنا وشبابنا وفتياتنا من شرور هذه الآفة ويهديهم فهم أساس تقدم مجتمعاتنا ورقيها. عن صحيفة الراية القطرية 1/7/2008