محمد صالح باربيق يعتقد الكثيرون -خاصة محبي وعشاق القلعة الخضراء- بأن المدرب الصربي نيبوشا موسكوفيتش يملك مفاتيح الفوز على الاتحاد في سجال اليوم، ويعرف كيف يتعامل مع ديربي الغربية قياسًا بالنتائج التي حصدها مع الأهلي بعد أن كسب بطولتين من العميد في الموسم الماضي، كانت معظم الترشيحات تميل كفتها لصالح الاتحاد للفوز بهما. لكن نيبوشا بعثر كل أوراق تلك التكهنات، وقلب الطاولة في وجوه المرشحين لعدة أسباب، يأتي في مقدمتها قدرته الفائقة للتلاعب بالعامل النفسي، والعزف على الوتر الحساس للاتحاديين بتصريحاته النارية التي دائماً ما تثير كوامن الاتحاديين، وتدخلهم في صراع مع النفس للفوز على الأهلي بأي ثمن كان، وبطرق مشروعة أو غير مشروعة؛ نكاية في الأهلي ومدربه العنيد نيبوشا. وموقعة اليوم بالكاد تهم الفريقين، وهي لا تخرج عن إطار التنافس التقليدي الساخن بينهما على وجه الخصوص. فالاتحاد ممكن أن تكون وطأة الخسارة عليه من أي فريق خلاف الأهلي أخف مليون مرة من فوز الأهلي علىه! وكذلك الحال بالنسبة لأبناء القلعة. لهذا يأتي السجال عكس كل التوقعات والتخمينات والتنظيرات الفنية والمعنوية، وخلاف الحرب الكلامية والتصريحات النارية التي تشعل حمّى المنافسة قبل انطلاقتها على أرض الميدان، والكل يترقّب بحذر شديد ويتابع ما يدور خلف الكواليس وعلى أرض الواقع، خاصة الاتحاديين الذين يهمهم في الدرجة الأولى الفوز على الاهلي للحفاظ على مركز الصدارة، وإبعاد خصمهم اللدود عن المنافسة على اللقب، والثأر من فقدان البطولتين. والنتائج قد تخدم النمور أكثر من التماسيح نظرًا للفارق الكبير بينهما على قائمة الترتيب العام للبطولة، والرصيد النقطي، وان كان الأهلي لا يشغل تفكيره كثيرًا بالبحث عن البطولة التي ابتعد عنها نسبيًّا بعد أن مُني ب 3 هزائم وترتيبه بعد الجولة السابعة يحكى عن حاله، لكن فوزه اليوم على العميد يعتبر (بطولة الموسم)، ومفتاح الاستقرار الإداري للتصالح مع بقية أعضاء شرفه. أمّا الخسارة بطعم المرارة، إذا تذوقها الأهلي من غريمة التقليدي الاتحاد سوف تزيد الجرح غورًا وتشعل فتيل الخلافات أكثر واكثر وهي فرصة سانحة لكل المعارضين على عودة نيبوشا لكي يقولوا ما لم يكن واردًا في الحسبان ويصبح الاتحاد بمثابة قنبلة موقوتة سوف تفجر كل الصراعات مجددا داخل اروقة الأهلاويين من إدارة وأعضاء شرف وجماهير ويكون فوزه أغلى وأثمن من كل الانتصارات التي تحققت للاتحاد منذ انطلاقة المسابقة، وقفة للتأمل سوف يرمي الأهلي بكل أوراقه الرابحة لكسر شوكة الانتصارات الاتحادية المتواصلة، ولن يتوانى هجومه في اقتناص ريع فرصة لإسكان الكرة الشباك الصفراء؛ ممّا يجعل السجال حذرًا من الجانبين الدفاعي والهجومي، ولن يتخلّى أي فريق عن هذه المحاذير إلاَّ إذا سجل أحدهما في شباك الآخر، ووقتها سوف نشاهد ونستمتع بمباراة مفتوحة تكون نهايتها فوز أحدهما على الآخر، وان كنت ارى حسب تصوري بأن الاتحاد اقرب للفوز لعدة أسباب، لكن يظل التعادل سيد الموقف، وربما هذه النتيجة ترضي كل الأطراف. عن صحيفة المدينة السعودية 25/10/2007