بغداد: صدر حديثاً عدد جديد من مجلة "الثقافة الأجنبية" الصادرة عن دار الشئون الثقافية العامة، وأهم ما يميز العدد الجديد المحور الخاص بالفيلسوف الأميركي ريتشارد رورتي (1931-2007)، وافتتاحية العدد لرئيس تحرير المجلة سهيل نجم قدمت إيضاحات جوهرية عن فلسفة رورتي، وانتقاداته لليسار الأمريكي، كون تنظيراته ابعد من تحقيق مفهوم الديمقراطية الاجتماعية على ارض الواقع،، لذلك كان رورتي يعد من الفلاسفة البراجماتيين،الذين نادوا بتأصيل الفلسفة ب (العمل السياسي مع الناس من اجل علمانية أصيلة مناهضة للميتافيزيقيا ومؤمنة بالإجماع الديمقراطي). ووفقاً لصحيفة "الصباح" تصدر المحور تقديم للدكتور عباس حمزة جبر، الذي أكد براجماتية رورتي من خلال إيمانه بنسبية الحقيقة فهي (لاتوجد على هيئة أعلام مبثوثة على الأرض هنا وهناك وثابتة المعالم، بل هي من صنع من يعتقد بها ). كما ترجم مصطفى ناصر حوارا قديما مع رورتي، أجراه سكوت ستوسيل، فيما ترجم عبد الله راضي حسين دراسة رورتي (الفلسفة التحليلية والفلسفة التحويلية)، وشمل المحور دراسة مهمة عن كتاب عواقب براجماتية لرورتي، كتبها جون ايمرسون وترجمها د.عادل الثامري، في هذا الكتاب يشبه رورتي الفلسفة بالنقد الثقافي، إذ يشعر (ناقد الثقافة بالحرية بالتعليق على أي شيء على الإطلاق، وهو تشكل قبلي للمفكر الكلي الغرض لثقافة ما بعد الفلسفة، الفيلسوف الذي تخلى عن ادعاءات الفلسفة). كما ضم العدد الجديد دراسات فكرية وأدبية، منها: العدالة والاعتراف في فكر ريكور، لانطوان كرابون، ترجمة جودت جالي، اذان الاعتراف يحتل أهمية كبيرة في فكر بول ريكور، إلى الحد الذي يمكن فيه ترسيخ بناء وحدة فكر بول ريكور انطلاقا من هذه الأهمية ، وبمقاربة الاعتراف إزاء قضية العدالة، ينبري لنا البعد السياسي في ثنائية الاعتراف والعدالة، هذا البعد يتمثل بالاعتراف المتبادل، بين المكونات الاجتماعية والسياسية لأي مجتمع، ومن الدراسات أيضا:الإنسان واللغة، ل (هانس جورج غادامير)، ترجمة عبد العلي اليزمي، وهي دراسة رصينة عن وعي الإنسان باللغة التي يستخدمها الإنسان والكاتب في خطابهما الشفاهي والمدون، إذ إن الإنسان، لا يكون غالبا واعيا بالكلام الذي يتحدث به، إلا في حالات نادرة واستثنائية. ضم العدد أيضا نصوصا سردية وشعرية، فضلا عن حقول أخرى فنون ، متابعات ، كما ضم ايجازات عن نشاطات دار الشؤون الثقافية العامة وإصداراتها .