اتهام طالب دراسات عليا سعودي بقتل أستاذ يهودي في جامعة أمريكية واشنطن: وجهت السلطات الأمريكية تهمة القتل من الدرجة الثانية إلى الطالب السعودي عبد السلام الزهراني بعد اتهامه بقتل أستاذه ريتشارد أنتون المتخصص في الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية في جامعة بينج هامتون في ولاية نيويورك. ويقبع الطالب الآن في سجن المقاطعة بتهمة القتل من الدرجة الثانية و التي يعاقب عليها قانون ولاية نيويوركالأمريكية بالحبس مدة لا تقل عن 25 عاما إلى السجن المؤبد بدون إعادة النظر في القضية، و سيمثل أمام القضاء خلال الأسابيع المقبلة. وأصدر أمس ديفيد بيترسون، حاكم ولاية نيويورك، بيانا عزى فيه الجامعة وسكان الولاية في وفاة أستاذ الجامعة الذي اعتقل طالب سعودي بتهمة قتله في مكتبه يوم الجمعة. وحسبما ذكرت صحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية، قالت صحف أمريكية إن الطالب هو عبد السلام الزهراني، وعمره 46 سنة، ويدرس الأنثروبولوجي (علم الأجناس). وإن الأستاذ المقتول هو ريتشارد أنطون، ووصفته الصحف بأنه يهودي، وعمره 77 سنة، وهو أستاذ دراسات الشرق الأوسط في الجامعة نفسها، ومؤلف كتاب "فهم الأصولية: حركات مسيحية وإسلامية ويهودية". وقع الحادث بعد ظهر يوم الجمعة، عندما دخل الطالب مكتب الأستاذ، وطعنه بسكين عدة مرات. وعند سماع صراخ الأستاذ هرع الناس نحو المكتب، وأيضا شرطة الجامعة التي اعتقلت الطالب واستدعت الإسعاف لإنقاذ الأستاذ الذي توفى في وقت لاحق بسبب جروحه. بينما تقول صحيفة "الوطن" السعودية إن فصول القضية بدأت عندما اكتشفت جثة أنتون غارقة في الدماء أمام مكتبه الواقع في مبنى العلوم في الجامعة بعد ظهر الأربعاء الماضي. وأعلن عن وفاته في مستشفى ويلسون في مدينة جونسون بولاية نيويورك إثر تعرضه للنزيف و4 طعنات نافذة كانت إحداهن في الرئة. وفي أعقاب الحادث أصدرت لويس ديفلاور، رئيسة الجامعة، بيانا وصفت فيه ما حدث بأنه "عنف ليس له أي معنى". ووصفت صحيفة "نيويورك ديلي نيوز" الأستاذ بأنه "حقيقة رجل طيب". غير أن الصحيفة لم تقل إن القاتل هو الطالب السعودي، وقالت إن الشرطة تحقق في الموضوع. وقالت إن القاتل استعمل سكين مطبخ طوله ست بوصات، وطعن الأستاذ أربع مرات، وفتقت الطعنات رئته مما سارع بموته، وقالت إن المتهم كان لا يزال في مبنى العلوم في الجامعة عندما وصلت الشرطة وطرحته أرضا. وإن الشرطة سألت المتهم عن الأستاذ، وأجاب: "نعم، أنا قتلته". ونقلت الصحيفة عن بيتر كونننفر، أستاذ جيولوجيا في الجامعة قوله: "هذا مثل الجرائم التي نشهدها"، وأشار إلى ما حدث في المدينة في شهر أبريل/نيسان عندما قتل رجل ثلاثة عشر شخصا. وقال: "صارت الجرائم تحدث في الجامعات". كما نقلت صحيفة "ايثاكا جورنال" على لسان أرملة الأستاذ قولها: "فقد المجتمع رجل سلام رائع". وأضافت: "عمل ريتشارد مع أناس ينتمون إلى ثقافات مختلفة. وكان هدفه نشر إيمانه بأن البشر بشر، على الرغم من اختلاف الثقافات". وتعمل الزوجة، روزالين، وعمرها 63 سنة، في "جويش فيدريشن" في المدينة نفسه، وهي منظمة يهودية اجتماعية. وقالت إنهما تزوجا منذ 17 سنة، وعلى الرغم من أنهما لم ينجبا، فإن لهما ولدا من زواج سابق للزوج، وبنتين من زواج سابق للزوجة. وللزوجين أربعة أحفاد. غير أن صحيفة "نيويورك تايمز"، أمس، قالت إن المتهم طالب سعودي وإنه عبد السلام الزهراني، وإن الأستاذ تقاعد من العمل الجامعي المنتظم لكنه يدرس من وقت لآخر، وإن الأستاذ والزهراني "كانا يعرفان بعضهما بعضا معرفة قوية بسبب برنامج الدراسات العليا" للزهراني. وصرح جيرالد موليم، المدعي العام لمقاطعة بروم، حيث توجد الجامعة، وهي فرع من شبكة جامعة "نيويورك ستيت" التابعة لولاية نيويورك، بأن الزهراني معتقل في سجن المقاطعة. وقال: "ليست لدينا معلومات بأن سبب الحادث ديني أو عرقي". وقال إنه لا يعلم إذا ما كان هناك أشخاص آخرون متورطون مع الزهراني، وقال إن التحقيقات مستمرة. وكان قاضي مدينة فيستال، حيث الجامعة، أمر بحبسه مع منع إطلاق سراحه بكفالة بسبب خطورة التهم الموجه إليه. وأمس، ربطت صحيفة "آروتز شيفا" اليهودية التي تصدر في نيويورك بين الحادث وحوادث أخرى في المنطقة قالت إنها "معادية للسامية". وأشارت إلى هجوم مجهولين مؤخرا على "مانورا" (شمعدان يهودي بثماني شمعات) كان وضع في ضاحية من ضواحي نيويورك بمناسبة عيد "هانوكا" اليهودي السنوي. وقالت إن الهجوم سجلته كاميرا في المكان، وإنه "بعد سلسلة هجمات على رموز يهودية من أناس وجماعات معادية للسامية، صارت توضع كاميرات لتصور المهاجمين". وأيضا أشارت الصحيفة إلى التحقيق، في ولاية نيوجيرسي قبل شهرين تقريبا، مع أشخاص "معادين للسامية"، كانوا هتفوا «يعيش هتلر»، ورفعوا أيديهم إلى أعلى مثل التحية النازية، وذلك عندما مر أمامهم ثلاثة يهود خرجوا من معبد يهودي. وأيضا، في الأسبوع نفسه في ضاحية اديسون، رسم مجهول أو مجهولون صليبا معقوفا (رمز النازية) على معبد يهودي. وأيضا، قبل ذلك بأسبوع وفي المدينة نفسها، ضرب شاب عمره 16 سنة شابا يهوديا عمره 19 سنة ضربا شديدا أمام معبد يهودي.