كرست «المجلة الثقافية» التي تصدرها كل اثنين صحيفة الجزيرة السعودية عددها رقم 215 الصادر بتاريخ 10 أيلول 2007 للشاعر الكبير سليمان العيسى. عدد المجلة جاء في 42 صفحة تصدرت غلافه الأول صورة كبيرة للشاعر سليمان العيسى.. فارس الحلم العربي، وأعد الملف عبد الكريم عفنان.. وقام بتصوير الشاعر العيسى المصور عبود حمام. ووفقا لما ذكرته جريدة "تشرين" السورية استهل «الملف» ببلوغرافيا شاملة عن حياة الشاعر.. وتقديم للدكتور إبراهيم عبد الرحمن التركي مدير التحرير. يحتوى الملف علي مقالات للدكتور راشد المبارك (الإنسان الشاعر) وعبد الله القدامي (سليمان العيسى: أجمل ما في لغتنا) ود. عبد العزيز المقالح (شاعر الخلاص القومي صورة بالكلمات) ود. ملكة أبيض (سليمان العيسى في نبرته الهادئة) ود. عبد اللطيف الشايجي (سليمان العيسى الشاعر) وعلي جعفر العلاق (طفل القصائد الشرسة) ود. شهلا العجيلي (باقة نثر وهوية) ود. رياض نعسان آغا (شاعر العروبة والعرب) وخالد عبد الله الروشان (كل هذا البهاء.. كل هذا العناد) وحوار مع الشاعر العيسى أجراه عبد الكريم العفنان، وياسر المالح (شاعر العروبة وأمير شعراء الطفولة) وعبد اللطيف أرناؤوط (العيسى ورحلة الظمأ) ود. علي القيّم (ألق الكلمة وديمومة الحضور الجميل) وفاروق شوشة (سليمان العيسى والمرأة) ومانيا مسعود معروف (صديق طفولتنا) ود. وفيق سليطين (العيسى بين أسئلة الشعر) ود. مصلح النجار (مفكر يكتب للأطفال) وعبد الله بن سالم الحميد (مشاعل الصحراء) وفواز العساف (صديق الطفولة الأبدي) ود. إبراهيم الجرادي (تحقيق نقدي عن الشاعر سليمان العيسى) وعلي الحسن (شاعر الأزمنة والأمكنة) وسامر أنور الشمالي (إشكاليات خطابه الطفلي) إلى جانب مختارات من أشعار العيسى.. وصور قديمة ومعاصرة للشاعر. ولد الشاعر سليمان العيسى عام 1921م، في قرية النُّعيرية السورية غربي مدينة أنطاكية التاريخية على بعد عشرين كيلو متراً. حفظ الشاعر القرآن الكريم، والمعلقات، وديوان المتنبي، وآلاف الأبيات من الشعر العربي، ولم يكن في القرية مدرسة غير (الكُتَّاب) الذي هو بيت الشاعر والذي كان والده الشيخ أحمد يسكنه، ويعلِّم فيه. - بدأ كتابة الشعر في التاسعة أو العاشرة. كتب أول ديوان من شعره في القرية، تحدث فيه عن هموم الفلاحين وبؤسهم. - دخل المدرسة الابتدائية في مدينة أنطاكية حيث وضعه المدير في الصف الرابع مباشرة، وكانت ثورة اللواء العربية قد اشتعلت عندما أحس عرب اللواء بمؤامرة فصله عن الوطن الأم سورية. - دخل السجن أكثر من مرة بسبب قصائده ومواقفه القومية، وشارك في النشاط السياسي منذ البدايات وهو طالب في ثانوية جودة الهاشمي بدمشق في أوائل الأربعينيات. - أتم تحصيله العالي في دار المعلمين العالي ببغداد، بمساعدة من العراق، وعاد من بغداد وعُيّن مدرساً للغة والأدب العربي في ثانويات حلب. - اتجه إلى كتابة شعر الأطفال بعد نكسة حزيران عام 1967م، وشارك مع زوجته الدكتورة ملكة أبيض في ترجمة عدد من الآثار الأدبية، أهمها آثار الكتاب الجزائريين الذين كتبوا بالفرنسية. - وفي عام 1990م انتخب عضواً في مجمع اللغة العربية في دمشق، وفي عام 2000م حصل على جائزة الإبداع الشعري، مؤسسة البابطين. من أهم أعماله: "الأعمال الشعرية (في أربعة أجزاء)، على طريق العمر: معالم سيرة ذاتية، الثمالات، الديوان الضاحك، باقة نثر، الحنين، ديوان فلسطين، ديوان اليمن، ديوان الجزائر، المرأة في شعري، موجز ديوان المتنبي، حب وبطولة، ديوان عدن، أنا وجزيرتنا العربية، أنا ومصر العربية، ديوان اللواء". يقول العيسي في قصيدة "الغروب": كنا على شَفَةِ المحيطِ سُلافةً حُلْمٌ يطيرُ بنا ، وحُلْمٌ يقعدُ ونَسِيتُ ما حولي ، ولو سَمََّرتني بالصخرِ في شَفَةِ المحيطِ سأَشْرُدُ *** هذي الهضابُ الزرقُ يَزْحَمُ بعضُها بعضاً ، على أقدامِنا تَتَبَدَّدُ هذي الهضابُ الزُّرْقُ زَخْرَفَ مَتْنَهَا وَشْيٌ من الزَّبَدِ الغَضُوبِ يُعَرْبِدُ يَفْنَى الخَيَالُ ، وتَنْطَوِي آبَادُهُ وتَظَلُّ تُغْنِي ذاتها ، وتُجَدِّدُ *** لَمَّتْ ثُمَالاتِ الغُروبِ ، فخمرةٌ نَفَدَتْ ، وأُخرى في المَدَى مَا تَنْفَدُ وانداحَ في عينِي رَحِيبٌ هائلٌ غَرْثَان ، يَزْدَرِدُ الظنونَ ويُرْعِدُ الهادِرُ الجبَّارُ أَمْرُقُ وَمْضَةً فيهِ ، فأخلُدُ في مداه ، ويخلدُ نِدَّانِ ، يا أمواجُ نحنُ ، قصيدةٌ عَطْشَى ، ولُجٌّ ثائرٌ متمرِّدُ صُبِّي على عينَيَّ آخِرَ قَطْرَةٍ في صدرِ عَوْسَجَةِ المغيبِ تَرَدَّدُ حمراءُ عَوْسَجَةُ المغيبِ كأنَّها أُنشودةٌ في أضلعي تتوقَّدُ حمراءُ .. تَلفظُ في المحيط ذَمَاءَهَا لتقولَ : إنِّي في خيالِكَ أَرْقُدُ