واشنطن: بعد تراجع دام عقوداً، بدأت معدلات الانتحار في التصاعد بين الأمريكيين تحديداً بين البيض، من رجال ونساء، وفي الفئة العمرية المتوسطة، لتبلغ أعلى معدل لها خلال فترتي ولاية الرئيس الأمريكي جورج بوش . وأوردت دراسة نُشرت في دورية "الطب الوقائي" الأمريكي أن شريحة البيض ممن تتراوح أعمارهم بين الأربعين و64 عاماً، برزت مؤخراً كمجموعة جديدة أكثر عرضة للإقدام على الانتحار.وتصاعدت معدلات انتحار البيض في الفئة العمرية المذكورة آنفاً، خلال الفترة من 1999 و2005، بقرابة 3 في المائة سنوياً بين الرجال، و4 في المائة بين النساء، وفق ما كشفت سوزان بيكر، من "كلية الطب العام بجامعة جونز هوبكنز بلومبيرغ، في ميريلاند . واستقرت معدلات الانتحار بين الآسيويين وسكان أمريكا الأصليين عند ذات مستوياتها، بينما تراجعت بين السود. وكانت معدلات الانتحار في الولاياتالمتحدة قد ارتفعت خلال حقبة الثمانينات، ثم أخذت في الانحسار، وبمعدل سنوي، منذ عام 1986 إلى 1999، لتبدأ منذ ذلك الوقت وحتى 2005، في التصاعد وبمعدل 0.7 في المائة سنوياً. وأقدم 32 ألف و637 أمريكياً على الانتحار عام 2005، بمعدل 11 لكل 100 ألف شخص. ويعد الانتحار بالأسلحة النارية من أكثر الوسائل شيوعاً، إلا أن ذلك الاستخدام أخذ في التراجع مع مرور الوقت، ليستعاض عنه بالانتحار شنقاً أو بالاختناق . وتظل مسببات تصاعد الظاهرة مجهولة، إلا أنه وفي حال استمرار تدهور الأوضاع، يتوقع الخبراء ارتفاع معدلات الانتحار، ونوهت بيكر قائلة: "هذا مبعث قلق خصوصاً إذا وضعنا في الاعتبار معدلات الانتحار التي وقعت أثناء فترة الكساد الاقتصادي العظيم. وجانب د. سيتال دود، الزميل في جامعة ملبورن بأستراليا ذلك الرأي مشيراً إلى أن معدلات الانتحار، وبين الرجال على الأقل، تذبذب بذات نمط الوضع الاقتصادي . وحذر قائلاً: "هناك مخاطر من أن يؤدي الوضع الاقتصادي الراهن ربما للمزيد من الارتفاع في معدلات الانتحار بين الرجال الذين في سن العمل، تحديداً إذا نظرنا إلى تزايد معدلات البطالة وتدني القدرات المالية". ولفت دود إلى أن نتائج الدراسة مبعث قلق، لتحديدها بأن الرجال البيض، وفي متوسط العمر، هم المجموعة الجديدة الأكثر عرضة لخطر الإقدام على الانتحار .