غزة - قصفت اليوم الثلاثاء قوات الإحتلال الإسرائيلي منزلاً شرق مدينة غزة ما أدي إلي استشهاد أربعة مواطنين فلسطينيين وأصيب أكثر من عشرة آخرين بينهم عدد من الأطفال في مجزرة صهيونية جديدة . وأكد المركز الفلسطيني للإعلام أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت ما لا يقل عن خمس قذائف مدفعية تجاه منزل المواطن فايق الحلو في شارع النزاز شرق غزة، ما أدى إلى استشهاد أربعة مواطنين وإصابة عشرة بينهم اطفال من سكان المنزل والمنطقة . وذكرت المصادر أن سيارات الإسعاف هرعت إلى المكان لافتة إلى أن عدد من الإصابات وصفت بأنها خطيرة . وفي وقت لاحق، أكد أدهم أبو سلمية الناطق باسم الخدمات الطبية أن عدد الشهداء أربعة بينهم طفلان وهما محمد جهاد الحلو 11 عاماً، وياسر عاهد الحلو، 16 عاما، والمسن ياسر حامد الحلو، 50 عاما، ومحمد صابر حرارة 20 عاماً فيما عدد الجرحى لا يزال غير دقيق، والحصيلة الأولية 8 جرحى بينهم حالات خطيرة أصيبت في بتر بالأطراف. ونقلاً عن قناة الجزيرة قالت مصادر طبية ان اربع قذائف سقطت في مكان آخر ووقعت اضراراً كبيرة في المنازل ويأتي هذا التصعيد بعد ايام من التوتر الميداني نتيجة القصف الإسرائيلي للمناطق الحدودية وإطلاق المقاومة الفلسطينية صواريخ علي بلدات اسرائيلية . وفي قصف جديد علي المدنيين استشهد ثلاثة مقاومين بغارة إسرائيلية على حي الزيتون جنوبي غزة ليرتفع عدد الشهداء اليوم في المدينة إلى سبعة. يذكر أن وزير الخارجية المصري نبيل العربي تلقى اتصالات من قيادات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لبحث موضوع المصالحة الفلسطينية مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) امس الأثنين. وقال العربي -عقب مباحثاته في القاهرة مع مبعوثيْ الرئيس الفلسطيني محمود عباس عضويْ اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد وصخر بسيسو- إن القضية الفلسطينية في مقدمة اهتمامات مصر، مؤكدا أهمية الجهود المبذولة لإنهاء الانقسام الفلسطيني.
وأشار العربي إلى أنه على تواصل مع مختلف الأطراف الفلسطينية، وقد تلقى اتصالات من كل من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، ورئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة إسماعيل هنية، والقيادي في حركة حماس محمود الزهار.
وأضاف -في بيان صحفي وزعته الخارجية المصرية- أن مصر تبذل قصارى جهدها لتهيئة الظروف الكفيلة بالتوصل إلى المصالحة التي أعرب عن اعتقاده أنها أصبحت وشيكة.
من جهته أعرب رئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الأحمد في تصريح له عقب اللقاء عن سعادتهم بأن مصر بدأت تستعيد نشاطها وحيويتها واهتمامها بالقضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن الوفد الفلسطيني التقى في وقت سابق مع رئيس جهاز المخابرات المصرية الوزير مراد موافي، والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، ثم الوزير نبيل العربي، لإطلاعهم على تفاصيل مبادرة الرئيس عباس بخصوص المصالحة.
وأشار إلى أن الوزيرين العربي وموافي أكدا أن القضية الفلسطينية تحظى بأهمية كبيرة في السياسة المصرية، "باعتبارها قضية أمن قومي مصري".
كما قال إن المسؤولين المصريين أكدوا أن القاهرة ستكون سعيدة جدا بزيارة عباس قريبا جدا لمصر للقاء القيادة المصرية، في إطار إحياء النشاط المشترك المتعلق بالقضية الفلسطينية.
وعلى الصعيد ذاته، التقى وفدان من حركتيْ فتح والجهاد الإسلامي في غزة أمس الاثنين، لبحث سبل إنجاح زيارة عباس المزمعة إلى غزة، ودفع عجلة المصالحة الفلسطينية إلى الأمام.
وقال أمين سر حركة فتح في قطاع غزة عبد الله أبو سمهدانة إن وفديْ الحركتين بحثا الوضع الفلسطيني الداخلي والعلاقات الثنائية بين الحركتين، إضافة إلى ضرورة تكثيف الجهود للوصول إلى مصالحة، وضرورة استمرار اللقاءات بين كل القوى الفلسطينية من أجل إزالة حالة الاحتقان.
ومن جهتها قالت الحكومة المقالة في غزة -على لسان يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيسها- إنها جاهزة ولديها الاستعداد للتحاور والتنسيق مع رام الله لترتيب زيارة ناجحة لعباس، لكنه طالب بأن تكون تلك الزيارة تتويجا لنجاحات في الحوار الفلسطيني وليس مجرد زيارة إعلامية.
وأضاف أن حكومته تتعاطى مع فكرة الزيارة بجدية، ولن تقف حجر عثرة أمام جهود تحقيق المصالحة، مجدداً تمسك الحكومة بضرورة إنهاء الانقسام ووقف معاناة الشعب الفلسطيني.