السؤال: بعض الناس يحرصون علي احياء ليلة النصف من شعبان من خلال صلاة المغرب في جماعة والدعاء بدعاء معين بالاضافة إلي اشياء اخري.. فما رأي الدين؟ ** يجيب علي ذلك الشيخ مرجان علي رزق من علماء الأوقاف فيقول: هناك بدع كثيرة بالفعل في احياء ليلة النصف من شعبان سواء بالاجتماع علي عبادات أو انشاد القصائد والمدائح أو بالاطعام واعتقاد أن ذلك سنة واردة.. ومن هذه البدع علي سبيل المثال صلاة الألفية وتسمي ايضاً صلاة البراءة وهناك ايضاً صلاة أربع عشرة ركعة أو اثنتي عشرة ركعة أو ست ركعات. وكذلك تخصيص صلاة العشاء في ليلة النصف من شعبان بقراءة سورة يس أو بقراءة بعض السور بعدد مخصوص كسورة الاخلاص أو تخصيصها بدعاء يسمي دعاء ليلة النصف من شعبان وكذلك تخصيص هذا اليوم بالصوم أو التصديق أو اعتقاد ان ليلة النصف من شعبان مثل ليلة القدر.. وهذه كلها بدع لا أصل لها. والصحيح هو ما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها انها افتقدت الرسول صلي الله عليه وسلم من جانبها فوجدته ساجداً ويدعو قائلاً: "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ومعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا احصي ثناءً عليك أنت كما اثنيت علي نفسك" وكانت هذه الليلة هي ليلة النصف من شعبان" اما ما يحدث من تجمع الناس والدعاء في هذه الليلة بكلمات "اللهم ان كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقياً أو محروماً أو مقتراً عليَّ في الرزق فامح اللهم بفضلك شقاوتي وحرماني وطردي وتقتير رزقي واكتبني عندك في أم الكتاب سعيداً موفقاً للخير بإذن الله.. الخ الدعاء.. فقد اعتبر بعض العلماء ان ذلك يتنافي مع صحة العقيدة بينما اعتبر البعض الآخر أنه لا يتنافي مع صحة العقيدة وأنه بدعة حسنة لأن به كلمات وردت في أدعية الرسول صلي الله عليه وسلم وبعض الصحابة والسلف الصالح.. كما ذكر ذلك الامام الخطيب في تفسيره. والذي أراه ان نية الداعي هي التي تحدد ان كان يقصد الخروج علي العقيدة أم لا.. فإن كان يقصد ان يحقق الله رجاءه فلا شيء فيه لأن الدعاء مخ العبادة.. ولكن نعاود ونقول الأفضل اختيار دعاء آخر مما ورد عن الرسول صلي الله عليه وسلم وخاصة الذي ورد ذكره عن السيدة عائشة رضي الله عنها.. وفي كل الاحوال يكفي الإنسان كلمة "يارب" فهي مخ العبادة.. يقول تعالي: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب اجيب دعوة الداع إذا دعان". المصدر: جريدة "المساء" المصرية .