كابول: بعد سنوات من التشرد عاشت فيها كلاجئة في إيران عادت "فاطمة" إلى أفغانستان أملا في حياة أفضل في مرحلة ما بعد حكم طالبان التي قالت الولاياتالمتحدة إنها ستكون أكثر ازدهارًا واستقرارا. لكنها فوجئت بأن الأوضاع المعيشية تسير من سيئ إلى أسوأ، فاضطرت لبيع جسدها مقابل الحصول على رغيف الخبز والإنفاق على أسرتها الكبيرة. فبمجرد أن عادت إلى مدينتها مزار شريف اكتشفت فاطمة أن الصورة الوردية التي ترسمها إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش ليس لها أي وجود على أرض الواقع. في البداية لم تيأس وطرقت كل الأبواب في تلك المدينة الشمالية، بحثا عن عمل شريف، وعندما ضاقت الدنيا في عينيها بدأت تلجأ إلى الدعارة كوسيلة للتكسب . وعن مأساتها تقول فاطمة ابنة ال19 عاما: "لم أجد أي خيار آخر غير الدعارة لأنفق على أمي وإخوتي الثلاثة" . وانتهى بها الحال تهيم على وجهها في الشوارع يوميا، واضعة على وجهها كل أنواع مساحيق التجميل؛ بحثا عن زبائن . وبحسب صحيفة "دنيا الوطن" الفلسطينية تصف فاطمة برنامجها اليومي وهي ترتدي سروالا "بنطلون جينز" ضيقًا جدا: "أستيقظ مبكرا وأتجول في المدينة إلى أن يستوقفني أحد الزبائن، ثم أذهب معه بعد أن نتفق على السعر". وفاطمة ليست وحدها التي أجبرتها الظروف على بيع جسدها، فوفقا ل"راوا" وهي منظمة مستقلة معنية بالمرأة الأفغانية فإن البغاء أصبح منتشرا على نطاق واسع في المجتمع الأفغاني المحافظ منذ أن أطاحت قوات الاحتلال الأمريكي بحركة طالبان من الحكم أواخر عام 2001 . ولفتت المنظمة إلى أن المناطق الشمالية الفقيرة من أفغانستان يوجد بها العديد من الفتيات والسيدات اللاتي يلجأن إلى الدعارة للتغلب على ظروفهن المادية الصعبة. ليس هذا فحسب حيث بدأت تجارة الدعارة تأخذ شكلا علنيا أو شبه رسمي حيث افتتحت في بعض المدن بيوت للدعارة، وانتشر القوادون بشكل كبير بحسب المنظمة. وبالرغم من أن الزنى جريمة يعاقب عليها القانون الأفغاني بالسجن لمدة تتراوح بين 5 و15 عاما، فإن بيوت الدعارة والعاملين بها يدفعون رشاوى؛ لكي تغض الشرطة بصرها عن هذه التجارة، وفقا ل"راوا" التي لفتت إلى الفساد داخل جهاز الشرطة .