انتحار واغتصاب بسبب لقمة العيش تعذيب خادمات لبنان يستفز المنظمات الإنسانية لهنّ – فادية عبود لكل ربة منزل أدواتها الخاصة في تعذيب خادمتها لعل أقلها الضرب بالحذاء .. هكذا وصفت إحدى العاملات الأسيويات حالهنّ في لبنان، الأمر لم يقتصر على الضرب فقط بل وصل إلى حد التعذيب وبالتالي إلى انتحار الخادمات، مما أثار سخط منظمات حقوق الإنسان بعد زيادة معدل انتحار الخادمات وعدم اتخاذ الحكومة اللبنانية أية خطوات لحماية العمال المهاجرين من الانتهاكات الخطيرة. أصدرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" لحقوق الإنسان، دراسة في أغسطس 2008 أوضحت فيها أن عاملات المنازل الوافدات على لبنان يلقين حتفهن بمعدل أكثر من عاملة في الأسبوع، تفاقم الوضع في 2009 حيث وصل عدد وفيات العاملات خلال شهر أكتوبر 2009 إلى 8 حالات وفاة ، وطالبت "هيومن رايتس ووتش" الحكومة اللبنانية بالتحقيق في أسباب هذه النسبة العالية من الوفيات في صفوف هذه الفئة العمالية . اختلفت طرق وفاة ال 8 خادمات ما بين الموت بأزمة قلبية وانتحار، ففي 8 أكتوبر تم الإبلاغ عن سونيت بولان ( 22 عاماً )، من دولة نيبال. وماتت كاساى إتسيغينيت (23 عاماً ) إثيوبية، بعد أن قفزت من الطابق السابع في بناية بجادة شارل حلو في بيروت، وقد تركت رسالة تعلن فيها أن قرار انتحارها يعود لأسباب شخصية، وهو تحديداً شجار مع أحد أفراد أسرتها. أما الإثيوبية زيديتو كيبيدي ماتينتي ( 26 عاماً) توفت في 21 أكتوبر، وتم العثور عليها ميتة في بلدة حريص مشنوقة من شجرة زيتون. بعدها بيومين في 23 أكتوبر توفت الإثيوبية سانيت مريم ( 30 عاماً) بعد سقوطها من شرفة أصحاب عملها في بلدة مستيتا. في اليوم نفسه لقيت مينا روكايا ( 24 عاماً ) ، بعد نقلها من منزل أصحاب عملها إلى مستشفى، وذكر تقرير الشرطة أنها ماتت ماتت جراء أزمة قلبية. وكان آخر حادث في 28 أكتوبر بطلته تيزيتا يلمويا، الإثيوبية، 26 عاماً، وقد ماتت ماتت بعد سقوطها من الطابق الثالث من بناية سكنية تعمل بها في عبرا، في جوار صيدا، وذكرت تقارير الصحف المحلية أنها سقطت أثناء تنظيفها للشرفة. سوء المعاملة السبب
ترجع منظمات حقوق الإنسان أسباب انتحار الخادمات في لبنان إلى سوء معاملة المخدومين ، وقد أعربت امرأة أثيوبية عاملة تنظيف في لبنان لشبكة CNN عن حزنها لحوادث الانتحار تلك، مؤكدة أن صديقتها انتحرت قبل عدة سنوات عندما كانت خادمة في أحد المنازل. وقالت:" إذا كانت ربة المنزل سيئة المعاملة، فربما تشعر الخادمات بأن لا حلول غير الانتحار، إلا أن كل واحدة ( من المنتحرات) لها ظروفها على حدة. من جهته قال نديم حوري الباحث في منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن لبنان شهد مؤخراً معدلات انتحارية مرتفعة إذ أن أهم سببين لوفاة العمال المهاجرين في ذلك البلد هما الانتحار أو الموت خلال محاولة الهروب من المخدومين." وأضاف : إن هذا النمط ( من الانتهاكات) مستمر، فظروف العمل السيئة والعزلة والشعور بالعجز وقلة الحيلة كلها أسباب تؤدي إلى الإحباط والاكتئاب وبالتالي تدفع هؤلاء النساء إلى الانتحار . اغتصاب وتحرش جنسي تتعرض الخادمات في دول الخليج والشرق الأوسط إلى تحرش جنسي واغتصاب بغض النظر عن عملها المتواصل بلا إجازات ، هذا ما أظهرته دراسة ميدانية قام بها الدكتور راي جورديني - رئيس مركز دراسات المهاجرين واللاجئين بالجامعة الأمريكية بالقاهرة- وأظهرت الدراسة أن 65% من الخادمات في لبنان يعملنّ 15 ساعة في اليوم ، و42% يعملنّ 18 في اليوم ، و34% لا يأخذنّ أجازات محددة ، وأظهرت الدراسة أن 30% من عينة البحث في لبنان تم التحرش بهنّ . وقال جورديني لموقع "لهنّ" تعتبر هذه الحالات أقل من الواقع بكثير، فأكم من الخادمات بلبنان تم التحرش جنسياً بهنّ بطرق مختلفة ، كإجبارهن على إقامة علاقة جنسية ، أو لمس غير مرغوب من قبل أصحاب العمل، فعلى سبيل المثال اغتصب شاب لبناني عمره 18 عاماً خادمة أسرته السيريلانكية عمرها 41 عاماً ، وفي اليوم التالي أتى بأربعة من أصحابه ليغتصبوها ، ولم تحصل الخادمة على أي رد فعل عندما اشتكت لأصحاب العمل ، فاشتكت إلى الشرطة دون أن تملك أي دليل وضاع حقها . ويتابع رئيس مركز المهاجرين واللاجئين بالجامعة الأمريكية : إن هذه الفئة يعملون كالعبيد نظير احتياجهم للمال، وهم معرضون للاغتصاب والانتهاك الجنسي ومن الصعب على الشرطة متابعة ذلك لأنه يحدث داخل المنازل وتنتهي الجريمة طي الكتمان، ولا تستطيع العاملة البوح بتلك الجرائم في كثير من الأحيان لأن صاحب العمل يحتجز جواز سفرها ويمنعها أحياناً من مغادرة البلاد ، ومن أشكال العنف التي تمارس ضدها إذا اشتكت أن يتم حرمانها من راتبها . ويرى د. راي الحل في وجود قوانين رادعة للتحرش الجنسي وانتهاك العاملات ، بالإضافة إلى ضرورة زيادة حملات التوعية بحقوق الخادمات وعاملات المنازل في الوطن العربي وخصوصاً لبنان والأردن . في رأيك لماذا تتعرض هذه الفئة إلى الظلم والانتهاك ؟ شاركونا