الكويت : قال رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري ان المنطقة العربية استطاعت تجنب الكثير من الخسائر المالية المباشرة للأزمة المالية العالمية مدفوعة بالسياسات المالية التوسعية التي انتهجتها الحكومات للمحافظة على الاستقرار الاقتصادي. وأضاف الحريري في كلمته أمام ملتقى الكويت المالي الثاني اليوم ان الدول العربية تزخر بإمكانات كبيرة للنمو بالنظر إلى توفر عنصر الشباب وتمتعها بالموارد الطبيعية الأساسية والسيولة العالية. وأشار في كلمته التي أوردتها وكالة الأنباء الكويتية إلى ان الدول العربية "مؤهلة" للعب دور على مستوى الاقتصاد العالمي والسعي إلى تحقيق مزيد من الاندماج في ذلك الاقتصاد مع العمل على تحسين مستوى التمثيل العربي في المؤسسات الدولية منوها بحصول الدول العربية على تمثيل عربي في مجموعة العشرين. وذكر ان خلق فرص العمل أمام الشباب يعد احد أبرز التحديات التي تواجه الدول العربية مشير إلى أنه "بالتالي لا بد من تحفيز القطاع الخاص لضخ الاستثمارات وخلق فرص جديدة والتعويل عليه كرافعة للاقتصاديات". ورأى أن الحكومات مطالبة بلعب دور محوري في تمويل مشاريع التنمية الاقتصادية الى جانب توفير الاستقرار السياسي والتشريعي بما يشجع المصارف العربية على تمويل المشاريع الاستثمارية وان يترافق ذلك مع التشدد في تطبيق المعايير المصرفية والمالية الدولية لضمان الاستقرار النقدي والاقتصادي في المنطقة. وبالنسبة للشأن اللبناني أكد الحريري ضرورة "تجنب الانجراف الى ما يمكن ان يسيء إلى الاستقرار الوطني ويعطل إرادة الحوار والتواصل مع ضرورة إعطاء حكومة الوحدة الوطنية فرصة الاستثمار في الاستقرار لتتمكن من أداء دورها في الاستثمار الاقتصادي والاجتماعي". وقال ان الاقتصاد اللبناني خرج من الأزمة بمعدلات نمو مرتفعة وانخفاض في معدلات الفائدة وارتفاع في الرساميل الوافدة والاحتياط الأجنبي وبفائض كبير في ميزان المدفوعات. واشار الى أن الحكومة اللبنانية تهدف الى تشجيع النمو والمحافظة على معدلاته المرتفعة والتي بلغت 8 % في السنوات الثلاث الماضية وقد وضعت في أولوياتها "تحسين البنية التحتية" واعدت دراسات مفصلة للبرامج الاستثمارية الكبرى ستشمل مرافق الكهرباء والمياه والطرق والتعليم وشبكة الاتصالات .