مخطوطة تكشف طريق حورس الحربي القديم بين مصر وفلسطين محيط علي عليوة
مكتبة الإسكندرية نظّم مركز الخطوط بمكتبة الإسكندرية اليوم بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار، ندوة بعنوان "اكتشاف التحصينات العسكرية على طريق حورس الحربي القديم بين مصر وفلسطين بشمال سيناء"، تحدث فيها الدكتور محمد عبد المقصود؛ مدير عام آثار الوجه البحري للمجلس الأعلى للآثار، وأدارها الدكتور سيد محفوظ؛ أستاذ مساعد الآثار والحضارة المصرية بكلية الآداب، جامعة أسيوط.
وقال الدكتور محمد عبد المقصود في بداية الندوة إن البعثة المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار بشمال سيناء تمكنت من اكتشاف مدينة "ثارو" التي تشكل أكبر منظومة دفاعية مركزية في مصر القديمة، وذلك في منطقة آثار "حبوه" شرق قناة السويس، ومن خلالها تم الكشف عن قلاع طريق حورس الحربي القديم بين مصر وفلسطين من القنطرة شرق وحتى رفح المصرية وتحديد معالم المدينة خلال أعمال الحفر. وأكد أن أهمية الكشف تمكن في قدرته على تفسير إستراتيجية الدفاع المصرية عن سيناء عبر العصور القديمة، وتوضيح صدق المصري القديم بخصوص النقوش العسكرية التي يحاكى بعضها الواقع وتؤكد في خريطة طبوغرافية فريدة لحدود مصر الشرقية، ويدل على أهمية التضحية التي بذلها أبناء مصر في الحفاظ على أرضها. مشيراً إلى أن الموقع المكتشف يصف بالتحديد ما جاء في النقوش الموجودة على جدران معبد الكرنك بالأقصر في النقش الشهير للملك سيتي الأول والذي يوضح معالم طريق حورس الحربي القديم بين مصر وفلسطين في المنطقة الواقعة بين القنطرة شرق وحتى رفح المصرية بشمال سيناء. وأكد أن أعمال البعثة استغرقت سنوات طويلة لإثبات محاكاة النقوش الموجودة على جدران المعبد لموقع مدينة "ثارو" المكتشفة وذلك بشكل تدريجي، مشيرًا إلى أن أعمال التنقيب بدأت بعد حرب عام 1973 بعد أن أكتشف أحد جنود الجيش المصري الموقع الأثري. وأوضح عبد المقصود أنه تم الاستعانة ببعثة إيطالية في هذا الوقت لتحديد المعالم الطبوغرافية للموقع المكتشف، وقاتم البعثة بتقسيم الموقع إلى قسمين يفصلهما فرع النيل البيلوزى الذي كان يمر بالمنطقة قديماً كأحد الأفرع السبعة للنيل، وبذلك تم تحديد الضفة الشرقية لمدينة ثارو والضفة الغربية للمدينة وبينها قنطرة للربط، وأطلق على الموقع الشرقي حبوه1 والموقع الغربي حبوه2. وقال إن أخصائيو الآثار اكتشفوا في بادئ الأمر سور يبلغ طوله 800 متر وعرضه 400 متر، وتم التوصل إلى صوامع الغلال المراكز الإدارية ومنطقة الأفران بالموقع، كما تم الكشف عن مدخل قصر ومنطقة معابد على مساحة 150 في 100 متر. وأضاف أنه تم العثور على قلعة صغيرة للملك سيتي، ولوحتين عليها نقش للملك نحيسي وخبيئة تضم عظام حصان ومجموعة من التماثيل التي تعود لعصر الهكسوس، كما تم العثور على فخار مستورد من فلسطين وسويا وقبرص ومناطق أخرى خارج مصر وتماثيل تعود للأسرة الثامنة عشر. وأكد أن أهم اكتشاف في الموقع يعود لنقش كلمة "ثارو" الذي عثر على أحد التماثيل، بالإضافة إلى معبد للإله حورس وأواني نقش عليها أختام الإله حورس والملك رمسيس الثاني ومرايا البرونز التي استخدمها الجنود في الأغراض العسكرية كسلاح للإشارة، وكلها دلائل تثبت النقوش الموجودة على جدران معبد الكرنك. وأوضح أن أعمال التنقيب في موقع حبوة2 أخرجت عدد كبير من الاكتشافات منها معبد للملك تحتمس الثاني ومجموعة كبيرة من المباني التي اكتشفت باستخدام أجهزة متقدمة مثل السونار ورادار.
وأشار إلى أن أهم الاكتشافات في الموقع تمثلت في العثور على قلعتين ومخازن منقوش عليها أسم الملك سيتي والملك رمسيس الثاني، الأمر الذي ساعد على تأريخ تلك الحقبة واثبات ما جاء في البرديات والذي يقول بأن الملك سيتي بدأ حملة عسكرية كبيرة لتأمين مداخل مصر الشرقية. وفي ختام الندوة، أكد عبد المقصود أن القلاع المكتشفة هي القلاع التي خرجت منها جيوش مصر في عصر الملوك العظام مثل أحمس وتحتمس الثالث وسيتي الأول والملك رمسيس الثاني ومرينبتاح وحور محب لتأمين حدود مصر الشرقية وهو ما ذكر في البرديات والمصادر القديمة، ويتحقق الآن بالكشف عنة في الحفائر بشمال سيناء على أيدي بعثة مصرية للمجلس الأعلى للآثار.