نظّم مركز الخطوط بمكتبة الإسكندرية مساء أمس، الخميس، بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار، ندوة بعنوان "اكتشاف التحصينات العسكرية على طريق حورس الحربى القديم بين مصر وفلسطين بشمال سيناء"، تحدث فيها الدكتور محمد عبد المقصود، مدير عام آثار الوجه البحرى للمجلس الأعلى للآثار، وأدارها الدكتور سيد محفوظ، أستاذ مساعد الآثار والحضارة المصرية بكلية الآداب، جامعة أسيوط. وقال الدكتور محمد عبد المقصود إن البعثة المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار بشمال سيناء تمكنت من اكتشاف مدينة "ثارو" التى تشكل أكبر منظومة دفاعية مركزية فى مصر القديمة، وذلك فى منطقة آثار "حبوه" شرق قناة السويس، ومن خلالها تم الكشف عن قلاع طريق حورس الحربى القديم بين مصر وفلسطين من القنطرة شرق وحتى رفح المصرية وتحديد معالم المدينة خلال أعمال الحفر. وأكد أن أهمية الكشف تمكن فى قدرته على تفسير إستراتيجية الدفاع المصرية عن سيناء عبر العصور القديمة، وتوضيح صدق المصرى القديم بخصوص النقوش العسكرية التى يحاكى بعضها الواقع، وتؤكد فى خريطة طبوغرافية فريدة لحدود مصر الشرقية، ويدل على أهمية التضحية التى بذلها أبناء مصر فى الحفاظ على أرضها. وأشار إلى أن الموقع المكتشف يصف بالتحديد ما جاء فى النقوش الموجودة على جدران معبد الكرنك بالأقصر فى النقش الشهير للملك سيتى الأول الذى يوضح معالم طريق حورس الحربى القديم بين مصر وفلسطين فى المنطقة الواقعة بين القنطرة شرق وحتى رفح المصرية بشمال سيناء. وأكد أن أعمال البعثة استغرقت سنوات طويلة لإثبات محاكاة النقوش الموجودة على جدران المعبد لموقع مدينة "ثارو" المكتشفة وذلك بشكل تدريجى، مشيرًا إلى أن أعمال التنقيب بدأت بعد حرب عام 1973 بعد أن اكتشف أحد جنود الجيش المصرى الموقع الأثرى. وقال إن أخصائيى الآثار اكتشفوا فى بادئ الأمر سورا يبلغ طوله 800 متر وعرضه 400 متر، وتم التوصل إلى صوامع الغلال المراكز الإدارية ومنطقة الأفران بالموقع، كما تم الكشف عن مدخل قصر ومنطقة معابد على مساحة 150 فى 100 متر. مضيفا أنه تم العثور على قلعة صغيرة للملك سيتى، ولوحتين عليها نقش للملك نحيسى، وخبيئة تضم عظام حصان ومجموعة من التماثيل التى تعود لعصر الهكسوس، كما تم العثور على فخار مستورد من فلسطين وسويا وقبرص، ومناطق أخرى خارج مصر وتماثيل تعود للأسرة الثامنة عشر.