السؤال: ما صحة حديث "لو أنكم تتوكلون علي الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير"؟ وهل ينافي السعي علي الرزق؟ ** يجيب الدكتور كمال بربري حسين محمد مدير عام مديرية الأوقاف بالسويس: هذا الحديث أخرجه جماعة من أئمة الحديث عن الفاروق عمربن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "لو أنكم تتوكلون علي الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا" رواه الإمام أحمد والترمذي: والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وقال الترمذي حسن صحيح. وحقيقة التوكل متمثلة في صدق اعتماد القلب علي الله عز وجل في جلب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة. ومعني هذا الحديث أن الناس لو حققوا التوكل علي الله بقلوبهم واعتمدوا علي الله اعتمادا كليا في جلب ما ينفعهم ودفع ما يضرهم ولم يتركوا الأسباب بل أخذوا بالأسباب لساق الله إليهم أرزاقهم مع أدني سبب. كما يسوق إلي الطير أرزاقها بمجرد الغدو والرواح وهو نوع من الطلب ولكنه سعي يسير وتحقيق التوكل لا ينافي السعي في الأسباب التي قدر الله سبحانه وتعالي المقدرات بها وجرت سننه في خلقه بذلك فإن الله تعالي أمر بتعاطي الأسباب مع أمره بالتوكل فالسعي في الأسباب بالجوارح طاعة والتوكل بالقلب عليه إيمان به قال تعالي: "واتقوا الله وعلي الله فليتوكل المؤمنون" "سورة المائدة 11" فجعل التوكل مع التقوي التي هي القيام بالأسباب المأمور بها والتوكل بدون القيام بالأسباب المأمور بها عجز محض وإن كان مشوبا بنوع من التوكل فلا ينبغي للعبد أن يجعل توكله عجزا ولا عجزه توكلا. بل يجعل توكله من جملة الأسباب التي لا يتم المقصود إلا بها كلها وهذا هو قول علماء الدين. المصدر: جريدة "المساء" المصرية.