السؤال: والدي يفضل بعض الاخوة علي بعض وقد فضل إحدي الاخوات في الميراث علي باقي اخواتها وعلي أثر هذا العمل قررت عدم زيارته فما حكم الدين؟ ** يجيب عن هذا السؤال الدكتور أحمد طه ريان أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر يقول: قال الله تعالي: "وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي أرحمهما كما ربياني صغيراً". وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "رغم أنفه رغم أنفه رغم أنفه قيل: من يارسول الله؟ قال: من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة". وقال أيضا: "من أمسي مرضياً لوالديه وأصبح. أمسي وأصبح وله بابان مفتوحان إلي الجنة وان واحداً فواحداً ومن أمسي واصبح مسخطا لوالديه أمسي وأصبح وله بابان مفتوحان إلي النار وأن واحداً فواحداً فقال رجل: يا رسول الله وأن ظلماه؟ قال: وإن ظلماه.. وإن ظلماه.. وإن ظلماه" بعد هذا البيان العظيم من المولي جل علاه في كتابه المحكم لمكانة الوالدين في الإسلام حيث قرن الاحسان إليهما مع الإيمان بتوحيده وافراده بالعبادة وكذلك التوضيح من رسول الله صلي الله عليه وسلم بخطورة عقوق الوالدين والتقصير في برهما والتفريط في القيام بما يجب لهما من الإحسان والاكرام توفيه لحقوقهما ورداً لجميلهما من الحمل والرضاعة والعلاج والتربية والفضقة وما إلي ذلك مما لا يحصي مما يقدمه الوالدان فهل بعد هذا كله من الممكن أن يتعلل في تقصيره في القيام بحقوقهما أقول: لن يحدث هذا إلا من شقي قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "لو علم الله من العقوق شيئا أرداً من "أف" لذكره فليعمل البار ما شاء أن يعمل فلن يدخل النار وليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنة". وبالنسبة لما ورد في السؤال نحذر من التمادي في مقاطعة الوالدين ففي هذا خسارة الدنيا وضياع الآخرة فعلي السائل أن يسرع إلي مرضاة والديه قبل أن يأتي الأجل وهو علي هذا العقوق ودع والدك يعمل في ماله ما يفعل فإن له ربا سيحاسبه علي قسمته الجائرة إن كانت لا تتوافق مع ما شرعه الله تعالي في توزيع الميراث المهم أن تنجو أنت بنفسك من غضب الله ومقته قبل أن تضيع عليك الفرصة والله أعلم. المصدر: جريدة "المساء" المصرية.