تاريخ الجزائر أم حاضر "الفراعنة" ؟ كورابيا - نيللي نبيل هل يتفوق شحاتة اليوم بعد شهرين من الشد والجذب والمعارك الإعلامية وسيل التصريحات الذي حمل في بعض الأحيان واقعية غير محدودة، وانطوى في أحيان أخرى على مبالغات كبيرة، حانت اليوم الأحد ساعة الصفر للقاء المنتظر بين المنتخبين المصري والجزائري في الجولة الثانية من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، والتي تستضيفها مدينة الورود أو البليدة وبالتحديد على ملعب "مصطفى تشاكر" ذو السعو الجماهيرية الصغيرة نوعاً ما. وزادت موقعة البليدة اشتعالاً، بعد الفوز الذي حققه المنتخب الزامبي أمس في الجولة نفسها على نظيره الرواندي بهدف نظيف، لينتزع صدارة المجموعة برصيد أربع نقاط، وبفارق ثلاث نقاط عن كل من رواندا ومصر والجزائر، الأمر الذي وضع الأخيرتين في مأزق حال حقق أي منهما نتيجة سلبية اليوم. مرسيليا وعمان "مواقف وطرائف" المنتخب المصري صاحب الأرض والجمهور عكف خلال ما يقرب من الشهر على الاستعداد الجاد لمعركة مدينة الورود، وذلك عبر تجمع استمر لمدة يومين انطلق بعده للعاصمة العمانية مسقط لإقامة معسكر مغلق خاض خلاله مباراة ودية أمام منتخبها الأول فاز خلاله بهدف نظيف لنجمه محمد أبو تريكة في "أغبى" احتفال بهدف - حسب وصف الصحف العالمية - والذي تسبب في إصابة عمرو زكي في رأسه بعد اصطدامه بزميله أحمد عيد عبد الملك. وبعدها عاد الفريق إلى القاهرة، ومنها إلى العاصمة الجزائر التي حظي فيها باستقبال حار من أنصار المنتخب الجزائري لم يخلو كالعادة من بعض الإستفزازات المقبولة شملت هتافات مثل "وان تو ثري .. فيفا للجيري" أو "عشيو حرامي .. عشيو حرامي"، في إشارة لأشهر لاعب في تاريخ لقاءات الفريقين حسين عشيو الملقب ب "الحرامي" الذي أحرز هدفاً تاريخياً في مرمى المصريين كان سبباً رئيسياً في إقصائهم من بطولة الأمم الإفريقية بتونس 2004. وعلى الجانب الآخر، كانت استعدادات المنتخب الجزائري أفضل من ناحية الإستفادة الفنية، خاصة بعدما فضل المدرب الوطني رابح سعدان الإبتعاد بلاعبيه عن الأجواء المشحونة في الجزائر من خلال إقامة معسكر مغلق في مرسيليا لم يعكر صفوه سوى تأخر وصول اللاعبين المحترفين، بالإضافة إلى واقعة مؤسفة حدثت في اليوم الأخير عندما انقلب أنصار الفريق على اللاعبين في المعسكر بسبب رفضهم التقاط الصور التذكارية معهم، وهو ما دفع واحداً منهم للقول :" إذا كنا قد تشرفنا بالتصوير إلى جانب زين الدين زيدان، فكيف ترفضون أنتم ذلك..أنكم هنا من أجل الأموال فقط، ولا تعرفون شئياً عن القميص الوطني"، وذلك قبل أن يعود الفريق للجزائر وسط استقبال حار من الأنصار.
شحاتة وسعدان التاريخ يساند الجزائريين على الرغم من تشابه الأفعال وردود الأفعال لدى جمهور المنتخبين بالنسبة لكرة القدم، خاصة من النفور من الخسارة والمبالغة في الفرحة عند الفوز، إلا أن الإختلاف كان حاضراً في الدعم الذي حصل عليه مدرب "الفراعنة" حسن شحاتة من المصريين والضغط الذي مارسه الجزائريون على "الشيخ" رابح سعدان مدرب "الخضر" شحاتة الذي حصل على كافة الدعم من المصريين قبل اللقاء كان واثقاً في إختياراته للاعبين رغم إنها أثارت دهشة المتابعينن وفي استبعاده لنجم هجوم الفريق أحمد حسام "ميدو" رغم ندرة لاعبي الخط الأمامي في غياب عما متعب المصاب..لقد كان شحات واثقاً تماماً من ردود الأفعال المساندة وفعل ما أراد، وهو ما أهله للإدلاء بتصريحات واقعية أيضاص بعيدة عن المبالغة، أكد فيها إنه يحفظ منافسه عن ظهر قلب، ويتوقع منافسة شرسة وضغط كبير، غير أن تحقيق الفوز يتعلق دائماً بالتوفيق. وفي المقابل، عانى الشيخ ضغطاً هائلاً من جانب جماهير دفعه للبكاء أمام العالم أجمع خلال إحدى المؤتمرات الصحفية خوفاً من ردود أفعال الجماهير عند أي نتيجة سلبية، غير أن تلك الدموع أكسبته بعد ذلك تأييداً منقطع النظير، وثقة كبيرة في تصريحاته التي قال خلالها أن منافسه فقد هيبته كما أكبر نادي في بلاده الأهلي الذي أصبح مستواه في تراجع مستمر. تشكيلة المنتخبين من المنتظر أن يخوض المنتخب المصري المباراة بتشكيلة مكونة من عصام الحضري في حراسة المرمى، وأمامه وائل جمعة وهاني سعيد وأحمد فتحي (محمود فتح الله)، وفي اليمين أحمد المحمدي، وفي اليسار سيد معوض، وفي الوسط محمد شوقي وأحمد حسن وحسني عبد ربه، وفي الأمام محمد زيدان (محمد ابو تريكة) وعمرو زكي. أما المنتخب الجزائري فمن المنتظر أن يخوض اللقاء بتشكيلة مكونة من الوناس قواوي في حراسة المرمى، وأمامه ثلاثة مدافعين رفيق حليش وعنتر يحيى ومجيد بوقورة، وفي اليسار نذير بلحاج، وفي اليمين كريم مطمور، وفي الوسط خالد لموشية ويزيد منصوري وكريم زياني، وفي الهجوم عبد القادر غزال ورفيق زهير جبور.
التاريخ يساند الجزائر والحاضر مع مصر على الرغم من الترشحيات باتت تصب دائماً في صالح المصريين قبل خوضهم أي لقاء قاري، وذلك بعد أن فرضوا سيطرتهم على القارة وفازوا بلقب كأس الأمم في النسختين الأخيرتين، إلا أن التاريخ يقف داعماً للجزائريين الذين يتفوقون في عدد مرات الفوز خلال لقاءات الفريقين. وخاض المنتخبان 24 مباراة حتى الآن ما بين ودي ورسمي، فاز خلاله الجزائريين في تسع مناسبات آخرها (بطولة أمم إفريقيا تونس 2004 وكانت النتيجة 2 - 1)، فيما فازت مصر في ستة مناسبات آخرها في تصفيات كأس العالم (2001 وكانت النتيجة 5 - 2)، فيما تعادلا تسع مرات كان آخرها في تصفيات كأس العالم (2001 وكانت النتيجة 1 - 1). "تشاكر" وحمى البليدة كان ملعب مصطفى تشاكر الذي يتسع لما يقرب من 40 ألف متفرج، محور حديث الجزائريين منذ الإعلان عن استضافته اللقاء المرتقب، وذلك لقلة سعته بالنسبة لملعب 5 يوليو الذي يشهد إصلاحات كبيرة في الوقت الحالي، فيما زاد الأمر سوءً المأساة التي شهدها الملعب خلال مباراة نهائي الكأس المحلية، والتي أسفرت عن العديد من الإصابات نتيجة لمنع بيع المياه في الملعب أو بالقرب منه، وارتفاع درجة الحرارة إلى 45 درجة. معركة مثيرة بين مصر والجزائر بالتصفيات وحاول الاتحاد الجزائري تفادي أية حوادث قد تقع في يوم المباراة، خاصة بعدما منعت دخول الشماريخ والصواريخ النارية لأرض الملعب، وطالبت بتواجد ما يقرب من سبعة آلاف من أفراد الأمن، فيما حددت مدرجات خاصة للجماهير المصري (1800 تذكرة) خوفاً من اشتباكهم مع الجزائريين. مدينة البليدة التي ستستضيف اللقاء اكتسبت خلال الأيام الماضية بألوان العلم الجزائري الذي روج لكل السلع في المدينة وأشاع رواجاً تجارياً منقطع النظير، وصل إلى درجة بيع مثلجات بالألوان الجزائرية، بالإضافة إلى عهد قطعه أحد المشجعين على نفسه بتسمية مولوده القادم على اسم مسجل الهدف الأول في الشباك المصرية، وهي الأمور التي استحقت أن يطلق عليها في الأيام الأخيرة "حمى" معكرة البليدة. حكم اللقاء يقود المباراة تحكيمياً الدولي الجنوب إفريقي دانيال بينت الذي يعد من أفضل حكام القارة حالياً وهو نفسه الذي قاد مباراة الكونغو الديمقراطية مع مصر، والتي أقيمت ضمن التصفيات الاولية المؤهلة لكأس العالم وإنتهت بفوز مصر بهدف محمد أبو تريكة، بالإضافة إلى إدارته مباراة كأس السوبر الإفريقي الأخيرة بين الأهلي والصفاقسي التونسي.