سيطر شبح الرقابة على أجواء معرض الكويت للكتاب فى دورته الثالثة والثلاثين التى افتتحت الأربعاء الماضى، مما أدى إلى ارتفاع أصوات تندد بها. وعن الكتب الممنوعة من دخول المعرض أكد وزير الإعلام الكويتى الشيخ صباح الخالد الصباح "أن الكتب التى تتضمن إساءة للذات الإلهية، أو تثير الفتنة الطائفية لن يسمح لها بالدخول، وسنقف تجاه هذه الأمور بوضوح". ووفقا لصحيفة "الحياة" اللندنية أوضح كثير من الناشرين المشاركين فى المعرض، تعرض كثير من كتبهم للمنع، ومن بين هذه الدور دار النهضة العربية التى منعت لها مجموعة كبيرة من الدواوين لشعراء عرب، منهم فاطمة ناعوت وعبد المنعم رمضان وسيف الرحبى وجوزيف عيساوى وعماد فؤاد وسواهم، وقائمة الكتب الممنوعة لدى هذه الدار تزيد عن نحو 45 كتاباً، بينها الأعداد الخمسة الأولى من مجلة "نقد". ومنعت كذلك إصدارات عدة من دار ميريت المصرية ومنها "بيع نفس بشرية" لمحمد المنسى قنديل، "هدوء القتلة" لطارق إمام، "الأشعار الكاملة" لأونجاريتى - ترجمة عادل السيوى، "اثنا عشر غرام سعادة" للكاتب الألمانى فريدون زايموجلو، وغيرها. ومن دار الشروق المصرية ما زال كتابا علاء الأسوانى "عمارة يعقوبيان" و"شيكاغو" بين الأعمال الممنوعة. أما دار "ورد" السورية فتعرضت لمنع ما يزيد عن 80 عنواناً من إصداراتها، من بينها "ابنة الحظ" لإيزابيل إليندي، "على نهر بيدرا جلست وبكيت" و"كالنهر الذى يجرى" لباولو كويلو، "المخطوط القرمزى" و"الوله التركى" لأنطونيو جالا. وكذلك منعت أعمال للروائى حيدر حيدر منها "شموس الغضب" و"الومض" و"الوعول"، إضافة إلى كتاب أو أكثر للجزائرى واسينى الأعرج والكاتب العالمى كويتزى الحائز جائزة نوبل. وتعرضت دار الحوار السورية أيضاً لمنع عدد من الأعمال منها "عدو المسيح" لنيتشه، و"عمر بن الخطاب: السيرة المتوارية" لمالك حتماني، و"إبداع الفنان" لفيرى بيتو، و"القرد العارى" لديزموند موايس. ومن العناوين الممنوعة لدى دار الأهالى السورية "الدولة والدين" لمحمد سعيد طالب، و"دفاعاً عن الأمة والمستقبل" لأحمد برقاوى، ولدى دار "بدايات" السورية منعت مجموعة من أعمال أدونيس وسواها. هذا التنوع فى العناوين أعطى الانطباع لدى الكثير من دور النشر، والمتابعين والمثقفين، بعدم وضوح المعايير التى تمنع الكتب بناء عليها. ولهذا السبب نظم الكثير من الكتاب والمثقفين الكويتيين، للعام الثالث على التوالى، وقفة احتجاجية السبت الماضي، اعتراضاً على منع الكتب، وتضامناً من أجل حرية التعبير. لكنها كانت وقفة صامتة أمسك فيها كل كاتب شمعة وكتاباً مما يحب أو يتصور أنه كتاب من حقه أن يقرأه متى يشاء.