صدر العدد الجديد من سلسلة "عالم المعرفة" بعنوان "الثقافة: التفسير الأنثروبولوجي"، تأليف آدم كوبر، وترجمة تراجي فتحي. يحتوي الكتاب على سبعة فصول يقدم خلالها مراجعة نقدية لمفهوم الثقافة في الفكر الغربي الحديث والأميركي المعاصر على وجه الخصوص، سعياً إلى تقييم مصداقية استخدام مفهوم الثقافة كأداة تحليلية في العلوم الاجتماعية والأنثروبولوجيا. ووفقا لجريدة "الرأي" الكويتية يتناول الكتاب تاريخ اللفظة وتطور المفهوم، ويشتمل على بحث دقيق بشأن كيفية تشكل المفاهيم والمصطلحات، وتغيير دلالاتها عبر الزمن، ومن خلال الاستخدام، منذ الرومانسية الألمانية والبريطانية، وعبر المدارس الأنثروبولوجية الأميركية المتتالية لينتهي بعرض حجة بليغة ضد الطفرات الجديدة لما بعد الحداثة، والاحتفاء بالهوية سياسياً، واستغلال الدراسات الثقافية سياسياً. ويجادل كوبر بأن المدارس النظرية الأنثروبولوجية تنشأ وتضمحل عاكسة التيارات الفكرية السائدة في زمنها، لذا لم تقدم الأنثروبولوجيا حتى الآن نظرية متكاملة، ذلك أنها لم تزل مرتبطة بالزمن والثقافة والظروف التاريخية والمواد المتاحة، من هنا جاءت الدعوة إلى النظر في مفهوم الثقافة، ويخلص كوبر إلى انه من الأجدر بالأنثروبولوجي أن يتجنب هذه اللفظة "شديدة المرجعية" كلية، ويدعوه إلى التحدث عن مقصده بوضوح، سواء أكان المعرفة، أم العقيدة، أم الفن، والتكنولوجيا، أو العادات، وحتى الأيديولوجيات، فهو يجادل بوجود اشكاليات معرفية جوهرية في مفهوم الثقافة لا يمكن حلها من خلال الالتفاف حول مفهوم الثقافة أو من خلال تنقيح التعريفات. وابتداء من هذا العدد، سيتم توزيع السلسلة نسخة من الأعمال الثقافية والندوات والإبداعات الكويتية الأخرى المختارة وذلك كل شهرين، كهدية مجانية تهدف إلى تسليط الضوء على الأعمال الإبداعية الكويتية في مختلف المجالات، ومع هذا العدد يوزع الجزء الأول من "الأدب الكويتي خلال نصف قرن" وهو عبارة عن أبحاث الندوة التي عقدها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في مهرجان القرين الثقافي الثامن.