محيط / نيللي نبيل : فجر المنتخب الفيتنامي كبرى مفاجآت النسخة ال 14 من بطولة كأس أمم آسيا لكرة القدم التي انطلقت بالأمس فقط في أربع دول للمرة الأولى، وذلك بتحقيقه فوزاً تاريخياً على نظيره الإماراتي بهدفين نظيفين في المباراة التي جمعت بينهما في هانوي، ضمن منافسات المجموعة الثانية. وسجل أهداف المنتخب الفيتنامي صاحب الأرض والجمهور الغفير الذي وصل إلى ما يقرب من 40 ألف متفرج، هوينه كوانج ثان، ولي كوتن فين في الدقيقتين 64، و74. قدم المنتخب الفيتنامي الشاب، والمكون من لاعبي المنتخب الأولمبي الذي وصل إلى التصفيات النهائية المؤهلة لدورة بكين، مباراة تاريخية، مدعوماً بتشجيع جماهيره المتحمسة، واداء لاعبيه القتالي، مع استغلال الهجمات التي اتيحت له. في المقابل، لم يتمكن المنتخب الإماراتي من ترجمة فرصة الخطيرة على ندرتها إلى أهداف، وكان على استعداد تام لإستقبال المزيد من الأهداف بفضل دفاعه المترهل، والأداء المتوتر لحارسه ماجد ناصر. بهذا الفوز، تصدر المنتخب الفيتنامي المجموعة الثانية مؤقتاً برصيد 3 نقاط، وبات في إنتظار ما ستسفر عنه مباراة الغد بين اليابان حاملة اللقب في النسختين الماضيتين وقطر. أحداث المباراة بدأت أحداث الشوط الأول من المباراة بفترة طويلة من جس النبض دامت لما يقرب من 15 دقيقة، تخللتها أداء حماسي من المنتخب الفيتنامي الذي حظي بمؤازرة حوالي 40 الف متفرج، تعالى زئيرهم مع كل لمسة للكرة من لاعبي فريقهم سواء حملت تلك الكرات اية خطورة أم لا. في المقابل، ادى لاعبو المنتخب الاماراتي بحذر شديد، وانكماش غير مبرر، وهو ما تزامن مع اداء دفاعي مهتز في كثير من الاحيان، وتوتر ملحوظ في اداء الحارس ماجد ناصر. وبعد مرور الربع ساعة الأولى من اللقاء، شن المنتخب الفيتنامي أولى هجماته الخطرة عن طريق كرة مرفوعة من هوينه كوانج ثانه من خارج منطقة الجزاء إلى رقم فان تانا بين الذي وضعها بجوار القائم الأيسر لمرمى ناصر بسنتيمترات. هذا ويبدو أن هجوم المنتخب الفيتنا مي قد اصاب نظرائهم الاماراتي بالقلق، وهو مادفعهم لمحاولة السيطرة على زمام الامور، والضغط على المنافس بغية التهديف، وذلك وسط اداء دفاعي مهتز من خط الدفاع الذي كاد ان يكلف فريقه هدف محقق عندما فقد يوسف جابر الكرة داخل منطقة جزائه لصالح المهاجم الفيتنامي الذي فعل خير وادعى السقوط، ليمنحه حكم اللقاء انذار لإدعاء السقوط. وبعد مرور 18 دقيقة، يبدأ المنتخب الاماراتي هجماته الخطرة في اللقاء، وذلك عن طريق تسديدة خطيرة لإسماعيل مطر من ضربة حرة غير مباشرة من خارج منطقة الجزاء ، تذهب بجوار القائم الأيمن. وبعدها يواصل "الأبيض" هجومه، عن طريق فيصل خليل أفضل لاعبيه في هذا الشوط، الذي قام بأكثر الهجمات الإماراتية تنظيماً ، عنما تسلنم الكرة في منتصف الملعب، ويتقدم بها نحو المرمى مستغلاً الترهل الدفاعي للفريق الفيتنامي، ليواجه المرمى ويسدد بجوار القائم الايمن. وحاول المنتخب الأماراتي استغلال الربع ساعة المتبقية من الشوط، في احراز هدف التقدم ، عبر ضغطه الشديد على منافسه، وهو مالم يسفر عن شيء، حتى انتهى الشوط بالتعادل السلبي. الشوط الثاني يبدأ المنتخب الإمارتي الشوط الثاني من حيث ما إنتهى في الأول، ويمارس ضغطاً هجومياً كبيراً على منافسه بغية تجنب مقولة من لا يسجل يقبل، وهو ما بدأت بوادره تتضح بالفعل بعد ثماني دقائق فقط، عندما شن أصحاب الأرض هجمة خطيرة انقذها ماجد ناصر ببراعة. ولم ينتظر المنتخب الفيتنامي طويلاً لترجمة سيطرته في وخطورته في الشوط الثاني، إذ تمكن من إحراز هدف التقدم في الدقيقة 64 عن طريق كرة ملعوبة إلى هوينه كوانج ثان الذي تخلص من المدافعين داخل منطقة الجزاء ، ليجد نفسه في مواجهة الحارس الإماراتي من الناحية اليسرى، ليضعها في الزاوية المعاكسة في الشباك. وبعدها يحاول المنتخب الفيتنامي إستغلال حالة الصدمة التي عاشها لاعبو المنافس، جراء الطريقة التي سار عليها اللقاء، والنتيجة التي لا تصب في صالحهم، فشنوا هجوماً عنيفاً على مرمى المنتخب الإماراتي، ويهدر فان ثانه بين هدفاً محققاً من فرصة مركبة، اثبتت بما لا يدعو مجالاً للشك ضعف واهتزاز الدفاع "الأبيض"، وعدم تفاهم عناصره. وفي الدقيقة 74، يسجل المنتخب الفيتنامي هدفه الثاني المنتظر، عبر لاعبه لي كوتن فين الذي تسلم كرة بينية من جوايانا هوي هوانج داخل المنطقة، ووضعها بطريقة اللوب من فوق رأس الحارس ماجد ناصر ، ليهدي جماهير بلاده المتحمسة فرحة جديدة. ولجأ مدربا الفريقان النمساوي ألفريد ريدل لفيتنام، والفرنسي برونو ميتسو للإمارات في الربع ساعة المتبقية من الامارات، إلى دكة إحتياطيهم، فأشرك الأول جوين مينه تشوين، وفونج، وهوينه فوك، والثاني هلال سعيد، وسعيد الكأس. هذا وتمكن المنتخب الفيتنامي من الحفاظ على تقدمه عبر تبديلاته، في الوقت الذي تخلى فيه التوفيق عن ميتسو وتغييراته، ليفشل في تعديل النتيجة، ويمنح المنافس فوزاً تاريخياً بهدفين نظيفين.