تتضح آثار الأزمة المالية الراهنة على حركة الاستثمار والتوسعات الخاصة بالشركات بمختلف القطاعات الاقتصادية عالميا وذلك من خلال احصاءات حديثة كشفت عن حدوث هبوط ملحوظ في إجمالي حجم صفقات الاستحواز والاندماج بين الشركات خلال العام الحالي وذلك بنحو 29% مقارنة بالعام الماضي ليبلغ 3280 مليار دولار. وترجح بعض الآراء بأن الأسباب الأساسية وراء ذلك الهبوط في حجم صفقات الاندماج إلى الصعوبات الشديدة التي تواجه عمليات التمويل في المرحلة الراهنة فضلا عن موجة التقلبات الحادة التي شهدتها القيمة السوقية للعديد من الشركات العالمية خاصة في ضوء الانهيارات التي اجتاحت على مدى الشهور الماضية أسواق المال العالمية. ووفقا لتقديرات مؤسسة "ديالوجيك" العاملة في مجال توفير البيانات المالية، فقد شهد العام الحالي التراجع من قبل الشركات عن 1309 صفقة اندماج قيمتها الإجمالية حوالي 911 مليار دولار. وأشارت احصاءات "ديالوجيك" والتي أوردتها صحيفة "فاينانشال تايمز" عن تخلي الشركات عن 870 صفقة اندماج قدرت قيمتها بحوالي 1160 مليار دولار. وتعد اكبر صفقة استحواذ لم يتم تنفيذها العام الحالي تلك الصفقة المتمثلة في العرض المقدم من "بي اتش بي بيليتون" لشراء "ريوتينتو" الإيطالية للتعدين بقيمة 147.5 مليار دولار. وقد تمثلت صفقات الاندماج والاستحواذ المالية حوالي 19% من إجمالي حجم الصفقات على مستوى كافة القطاعات لتبلغ حصة القطاع المالي العالم الحالي 636.5 مليار دولار. وشملت صفقات القطاع المالي عملية شراء "ميريل لينش" من قبل "بانك اوف أمريكا" بقيمة 44.4 مليار دولار، ووفقا للاحصاءات فقد تصدرت مؤسسة "جية بي مورجان" قائمة المؤسسات التي حظيت بتقديم الخدمات الاستشارية اللازمة لتنفيذ صفقات الاندماج والاستحواذ حيث تولت العمل في العام الحالي مع 348 صفقة بقيمة إجمالية بلغت حوالي 814.5 مليار دولار. وجاءت "جولدمان ماش" في الترتيب الثاني حيث حصلت على 291 صفقة بقيمة إجمالية بلغت حوالي 752.2 مليار دولار.