لأنه أكبر وهم صنعته الأقلام اختفاء الحب بعد الزواج أزمة تقلل معدلات الانجاب محيط - فادية عبود بعد الأشواق ومسلسلات التسبيل ، وسيناريوهات الكلام المعسول ينتهي الحب بالزواج ، ومن ثم المشاكل والانخراط في دائرة العمل التي قد تؤثر على درجة قرب الزوجين من بعضها وبالتالي تؤثر على معدلات الإنجاب أيضاً . تشير دراسة الكاتب الأمريكي "ادوارد ويلسون" إلى أن الإنسان خلق الحب ليتعلق به، وقام بتغذيته بالأوهام والورود والعطور ليجعل منه أمرا واقعيا، إلا أنه يتبخر وينتهي مع الزواج، يطير الحب في الهواء بلا عودة، وتظل هناك علاقة واحدة محددة، تهدف إلى الإنجاب فقط . ويوضح ويلسون في دراسته المنشورة بجريدة الجمهورية ، أن الرجل يتمسك بوهم الحب إذا أراد أن يجتذب امرأة إلى فخه الذي ينصبه ويخترع لها أحلاما وينسج لها رداء من الكلمات المنمقة حتي تقبل حواء متهادية عن طيب خاطر وتعلن أنها وقعت في حبه، وبعد ذلك تنقلب الآية ويظهر الوجه الآخر، جافا، بلا زينة، ولا ورود، بل مصلحة خالصة. وهم النظرة الأولى كثيرون يقعون في الحب منذ النظرة الأولى ، ليصيبهم سهم الهوى من أول وهلة ، ولكن الدراسات العلمية تنفي هذا الاعتقاد . فقد أظهرت دراسة بريطانية أن العلاقة الغرامية الحقيقية لا تبدأ قبل عام على الأقل من التقاء الشاب بالفتاة . وقال باحثو الدراسة في جامعة "باث": إن الحبيبين لا يصلان إلى درجة التوازن المطلوبة في علاقتهما من حيث ولع أحدهما بالآخر، أو الحميمية، والتي توصف عادة بالحب الحقيقي إلا بعد عام على التقائهما. وذكر العلماء أن 61% من 147 زوجاً من العشاق جرى استطلاعهم عبر الإنترنت قالوا إنهم لم يمروا بحالة "حب حقيقي" إلا بعد مرور عام على لقائهما الأول. مثلث النجاح ليس بالحب وحده يسعد الزوجين ، فأضلاع مثلث الزواج الناجح هي السكني والمودة والرحمة، وجميعها تشير إلى الحب. ولكن صعوبة الحياة المادية تفسد استقرار الحياة الزوجية خاصة في الغرب ، ففي سنغافورة دعا برلمانها الأزواج والزوجات إلى الحصول علي إجازات من أجل إتاحة الفرصة للتلاقي والتقارب وتهيئة المناخ المناسب للحب وتحقيق الرومانسية حيث تعود المياه إلى مجاريها مما يساعد علي الإنجاب والتناسل. من جانب آخر تشير دراسات أمريكية إلى أن التراجع الكبير في معدلات الانجاب يعود إلى الإفراط في الإندماج في الحياة العصرية مما يدفع الحكومات إلى استخدام الحب كأداة سياسية تلوح بها للشعوب تناديهم بالتواصل والتقارب وتهيئة المناخ المناسب لتتحرك القلوب وتتجاذب النفوس من أجل مصلحة الدولة، حيث إن الزوجين يتنافسان في معركة الحياة في ظل تكنولوجيا عالية وعند عودتهما إلى منزلهما يأخذهما الإرهاق إلى طلب النوم من أجل راحة الجسد وتقوم الحكومات بتقديم الحوافز للإنجاب مع التلويح بالمعونات المالية للأسر. تدني معدلات الانجاب أما خبراء تنظيم الأسرة في اليابان فقد أعلنوا حالات الطواريء القصوي بسبب معدلات الإنجاب المتدنية جدا والتي بلغت 26.1 ولادة في متوسط حياة المرأة اليابانية مما يترك آثاراً سلبية في الهرم السكاني والوظيفي ونظام الرعاية الصحية واتضح للخبراء أن أكثر من 40% من الشعب الياباني من أعمار ما بين 16 إلى 49 عاما، ويبتعد الجنسان عن بعضهما بسبب ضغوط الوظائف ونقص التخاطب المباشر وتدني التواصل بين أفراد المجتمع الذي أصبح يتواصل بشكل متزايد عن طريق الانترنت، وهناك قصص غريبة تروي عن الأزواج الذين يقضون أوقاتاً غير معقولة أمام شبكة الانترنت بالاضافة الي انشغال المرأة في التصنيع المنزلي، والتسويق العائلي والعمل في شتي المجالات ورغم تدخل الحكومة وتقديم الحوافز والمناداة بتهيئة الجو الرومانسي لتحريك قلوب اليابانيين، إلا أن الدعوات تذهب أدراج الرياح. سلبيات الأزواج تذهب بالحب الاندماج داخل دائرة العمل ليس العامل الوحيد الذي يذهب البحب في مهب الرياح ، بل إن التصرفات السلبية المزعجة لها عامل كبير في ذلك أيضاً . والدليل على ذلك أن دراسة أمريكية حديثة أكدت أن العلاقات بين الأشخاص خاصة الزوجين قد تتأثر سلبا باستمرار الزوج أو الزوجة في ممارسة بعض العادات البسيطة المزعجة بالنسبة للطرف الآخر لدرجة أنها قد تصل إلى وضع حد لهذه العلاقة حتى ولو كانت قوية. وربما تتمثل هذه العادات في الطريقة التي يترك بها الزوج أنبوبة معجون الأسنان بدون غطاء بعد تنظيف أسنانه. وربما تتمثل أيضا في اصطحاب الزوجة الكثير من الأمتعة خلال قضاء العطلة. أو الطريقة التي يخاطب بها الزوج زوجته بعبارات طفولية أمام الناس. أو الطريقة التي تتعامل بها الزوجة بعصبية مع شعرها. وأيا كانت الطريقة سواء بدت تافهة أم لا فإن هذه الأشياء البسيطة يمكن أن تكون مزعجة بشكل كبير فالعادات المثيرة البسيطة التي تؤدى في النهاية إلى دفع الشريكين إلى النزاع والخلاف يمكن أن تجعل العلاقة تنهار وتتحطم. وبحث العلماء كيف أن هذه العادات المدمرة يمكن أن تتمثل في بعض العلاقات قائلين إنه في حالة تركها بدون مراجعة لتتكرر باستمرار فإنها قد تتسبب في رد فعل يشبه النفور بالنسبة للطرف الآخر. وفى دراسة أخرى نشرت نتائجها الدورية الأمريكية المعنية بالعلاقات الشخصية أوضح الباحثون أن الاستجابة العاطفية التي تثيرها هذه العادات المزعجة تزداد مع تكرارها. وكشفت الدراسة التي أجراها فريق من علماء النفس بجامعة لويسفيل في ولاية كنتاكى ومولتها الحكومة الأمريكية أن الأزواج الذين سجلوا عددا أكبر من العادات السيئة مع شركائهم كان احتمال استمرار علاقتهم أقل.