محيط: بدأت في أستراليا التحقيقات في غرق الطراد "سيدني 2" إبان الحرب العالمية الثانية، في محاولة منها لإغلاق ملف أسوأ كارثة بحرية في تاريخ أستراليا، التي شهدت مقتل كامل طاقم البالغ تعداده 645 شخصاً. وذكرت شبكة " سي إن إن" الأمريكية ان 15 شخصاً من أقارب الضحايا حضروا جلسات الاستماع، وفقاً للمحامي جاك رش، الذي قدم الأدلة التي جمعها المحققون بناء على طلب لجنة خاصة برئاسة أحد القضاة، ويتوقع أن يتم تقديم التقرير النهائي بحلول إبريل/نيسان المقبل. وكان المحققون قد اكتشفوا في مارس/آذار الماضي حطام الطراد سيدني في المحيط الأطلسي، على بعد نحو 207 كيلومترات عن السواحل الغربية لأستراليا. يشار إلى أن السفينة الألمانية "كورموران" كانت قد أغرقت "سيدني 2" في نوفمبر/تشرين الثاني من العام 1941، إبان الحرب العالمية الثانية، ولم يعثر في ذلك الوقت سوى على طوقي نجاة إضافة إلى قارب نجاة واحد لم يكن بداخله أحد. أما الحديث عن إغراقها بواسطة السفينة "كورموران"، وهي سفينة شحن ألمانية مسلحة، فجاءت من خلال رواية الناجين من السفينة الألمانية نفسها. وبحسب ما تبين فإن طوربيداً مزق هيكل الطراد سيدني وألحق بها ضرراً فادحاً خلال المعركة بين السفينة الألمانية والطراد الأسترالي التي استمرت 35 دقيقة وأسفرت عن مصرع 70 في المائة من طواقمهما، وفقاً لما ذكره رش. وخلال المعركة أصيبت محركات السفينة الألمانية بأضرار جراء إصابتها بقذيفة أطلقها الطراد الأسترالي، في حين أطلقت السفينة الألمانية نحو 87 قذيفة من مدفع عيار 15 سنتيمتراً باتجاه "سيدني 2" الذي انحرف عن مساره وغرق بعد ما يزيد على الساعتين من إصابته بالطوربيد. وبدأ البحث عن "سيدني 2" بعد قرابة خمسة أيام على غرقه، بعد فشله في العودة إلى قاعدته في ميناء "فيرمانتيل"، بينما تأخرت الحكومة الأسترالية في الإعلان عن غرق الزورق 11 يوماً، وهو الأمر الذي دفع البرلمان الأسترالي في العام 1999 إلى التطرق إلى مجموعة من "النظريات" حول "سيدني 2"، ومنها أن غواصة يابانية هي التي أغرقت الطراد الأسترالي. ومن المنتظر أن يقدم أصحاب تلك النظريات شهاداتهم أمام لجنة التحقيق، في إشارة إلى منح الفرصة لكل الجهات للإعراب عن وجهة نظرها حول غرق "سيدني 2".