محيط: بدأ بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر زيارة إلى استراليا تستمر تسعة أيام والتي من المقرر فيها أن يعتذر عن الانتهاكات الجنسية بحق أطفال من قبل رجال دين كاثوليك. وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" ان البابا اعرب عن امله في ان تتمكن الكنيسة الانجليكانية من "تجنب الانقسام" بعد الموافقة المبدئية المثيرة للجدل لترسيم نساء اساقفة في بريطانيا". وأكد البابا انه سيقدم اعتذارا عن التحرشات الجنسية التي ارتكبها رجال دين كاثوليك، معربا للصحافيين المرافقين له في رحلته، عن حرصه على "تلافي" تكرار مثل هذه التصرفات. ويشارك البابا في الأيام العالمية للشبيبة في سيدني في حضور الاف الشبان الكاثوليك الذين توافدوا من القارات الخمس. وأشار البابا إلى ان موضوع البيئة سيكون حاضرا بقوة خلال هذه الاحتفالات التي يتمحور موضوعها هذا العام حول الروح القدس، معتبرا ان "الحديث عن الروح القدس هو حديث عن الخلق وعن مسئوليتنا تجاه الخلق". وشدد البابا على وجوب "ايقاظ الضمائر"، علما بانه جعل من الدفاع عن البيئة احدى أبرز القضايا التي سيدافع عنها خلال بابويته. وردا على سؤال حول التعهدات البيئية التي قطعتها مجموعة الثماني مؤخرا اجاب البابا "يجب مواجهة هذا التحدي الكبير وايجاد القدرة الاخلاقية على تغيير الوضع نحو الافضل". وحول مسألة حالات الاستغلال الجنسي التي ارتكبها رجال دين كاثوليك والتي ينتظر كثيرون في استراليا موقف البابا منها اجاب بنديكتوس السادس عشر:" علينا درس ما لم يكن كاملا في سلوكنا وكيفية التحذير والمعالجة والمصالحة". وأضاف "هذا هو فحوى الرسالة التي سنرسلها وفي الوقت عينه نمارسها". وتابع:" ان تكون كاهنا أمر لا يتفق والتحرشات الجنسية، لا يتفق وسلوك يناقض القداسة". وطالبت أصوات كثيرة في استراليا بان يقدم بابا الفاتيكان اعتذارا عن هذه التجاوزات الجنسية على غرار تلك التي قدمها خلال زيارته الاخيرة إلى الولاياتالمتحدة. ووصل البابا إلى استراليا في وقت بدأ فيه يوم الجمعة، وهو اليوم الأول من البرنامج الرسمي لاحتفالات الشبيبة، تحقيقا في تجاوزات جنسية مع كاهن. وأمر اسقف سيدني جورج بل بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في مزاعم حول استغلالات جنسية. واتهم الأسقف مطلع الاسبوع بانه يسعى الى التعتيم على الموضوع. يشار إلى أن هذه هي الرحلة التاسعة التي يقوم بها البابا بنديكتوس السادس عشر في ثلاثة اعوام، والرابعة التي لها ابعاد دولية بعد الايام العالمية للشباب في كولونيا في المانيا عام 2005، ورحلته إلى تركيا في تشرين الثاني/نوفمبر 2006 وزيارته الى مقر الاممالمتحدة في نيويورك في نيسان/أبريل الماضي. ويسعى 125 ألف مندوب إلى الأيام العالمية للشباب جاؤوا من كل انحاء العالم اضافة إلى عشرات الاف الأستراليين، إلى اعطاء الكنيسة الكاثوليكية صورة جماعة شابة وكونية ومتحمسة وموحدة حول قائدها الروحي. ويلقي بنديكتوس السادس عشر 11 خطابا خلال رحلته، بينها عظة القداس الذي سيقام صباح الاحد في الهواء الطلق وسيحضره 500 الف شخص.