سوق الذهب بدبي .. وجهة جاذبة للمتسوقين والسياح دبي : مكانة عالية يحملها سوق الذهب بدبي، فموقعه الاستراتيجي المميز قبالة ضفة الخور منحته علامة بارزة على خارطة السياحة والتجارة بدبي، ويمتاز السوق بتاريخ عريق ويحمل تراثاً أصيلاً، فالذهب مرتبط ارتباطاً وثيقاً بزينة المرأة الإماراتية في الماضي، ويتباهى الناس بلبس الذهب في المناسبات والأعراس الذي يعد من عادات وتقاليد أهل الإمارات.
بحسب تقرير للزميلة نادية إبراهيم بصحيفة " البيان" الاماراتية عن السوق ، يعتبر سوق الذهب بدبي من أهم الأسواق التي لا تزال محافظة على طرازها الشعبي البسيط غير المتكلف، فالسوق عبارة عن شارع تصطف على جنباته محلات الذهب والمجوهرات بشكل متناسق وطولي، فيما تمتد محلات الذهب داخل السوق وعبر الأزقة الضيقة والحارات، عارضة تشكيلات واسعة ومتنوعة ومختلفة من المشغولات والحلي الذهبية من عيار 81 و12 و22 و42 قيراطاً من الذهب التي تخفق لها قلوب النساء طمعاً في الحصول على القليل منها، وتعكس حركة المتسوقين النشطة والوفود السياحية واقع السوق الذي لم تتأثر فيه حركة البيع والشراء مع ارتفاع سعر الذهب في الوقت الراهن.
يقول أحمد حسن عامل بمحل مجوهرات بسوق الذهب بدبي "أن أجرة التصنيع تختلف حسب نوعية ووزن المشغولات الذهبية ووضعها سواء أن كانت شغل محلي أو من البحرين والسعودية، وبصفة عامة تعد أسعار الذهب مرتفعة في الوقت الراهن، وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار إلا إن السوق يشهد إقبالاً من الناس ولكنه لا يقاس بالفترات السابقة التي تمتد لأكثر من ثلاث سنوات ،، حيث كان الإقبال على الشراء في أوْجِه وقمة نشاطه، فالناس في الوقت الراهن تفضل تبديل الذهب أو بيعه في كثير من الحالات، وفئة أخرى من الناس تشتري الذهب باعتبارها مقبلة على الأعراس، ناهيك عن بعض المواسم التي يتجه الناس فيها لشراء الذهب مثل السفر وشراء الهدايا للأسر بالنسبة لبعض الجنسيات العربية" .
وأضاف أنه قبل سنوات قليلة كان سعر جرام الذهب يصل إلى 65 درهما، ولكنه شهد ارتفاعا ملحوظا خلال العام الماضي ليصل إلى 92 درهما، وبالنظر لواقع السوق وبورصة الذهب، فإنه يتبين أن الذهب ارتفع بنسبة كبيرة خلال الثلاث سنوات الأخيرة، كما انه في ارتفاع بصفة يومية بمعدل درهمين تقريباً من يوم لآخر، وإذا انخفض فإنه يعاود الارتفاع في اليوم التالي وهكذا، لافتاً إلى أن الذهب الأصفر هو الأكثر طلباً بالنسبة للعرب، كما تفضل الفتيات الشابات شراء الذهب الأبيض والألماس للمناسبات والأعراس على وجه الخصوص.
وقال فريد شحاده تاجر مجوهرات :"أن الذهب ومنذ أكثر من سنتين وهو في ارتفاع، ولا يوجد استقرار لسعر الذهب في البورصة العالمية، وأحيانا يظل ثابتا، نافيا ارتباط سعر الذهب بالدولار والنفط كما يشير البعض بأن انخفاض سعر الدولار يؤثر على الذهب ويؤدي إلى ارتفاعه" ، مشيرا إلى أن الأمر لم يعد كالسابق.
وأوضح شحاده أن الذهب مقارنة بالسنوات العشر الماضية يعتبر مرتفعاً بأربعة أضعاف، وخلال السنوات الثلاث الأخيرة لم تنخفض أسعاره، وعلى الرغم من ذلك إلا أن سوق الذهب بدبي لا يزال محافظا على مستواه الذي تنشط فيه حركة المتسوقين والسياح.
وشهد السوق في الفترة الأخيرة خلال العشر الأواخر من شهر رمضان الماضي انتعاشا ملحوظا، فالنشاط السياحي لا يتراجع في دبي وتعتبر الوفود السياحية سوق دبي للذهب واحداً من أبرز الأماكن التي توضع في قائمة أولوياتهم واهتماماتهم، فالحركة الشرائية أو تبديل الذهب وبيعه لم تتوقف قبل عيد الفطر الماضي، حيث كثر الطلب على الذهب بصورة كبيرة، وهناك إقبالٌ كبير من المواطنين والأفارقة على الشراء بصفة خاصة.
وقال أسامة يوسف تاجر مجوهرات بالجملة :"إن الإقبال على شراء الذهب يعتبر جيداً ولكنه قليل على الألماس، ولكن الناس اتجهت لشراء السبائك والاستثمار فيه باعتباره من الوسائل الآمنة للاستثمار في ظل المخاوف من عدم استقرار الوسائل الاستثمارية الأخرى، فعامل الأمان وراء اندفاع الناس على الاستثمار في الذهب بدلاً من البورصات التي ترتفع وتنزل، موضحاً أن السبائك أو الذهب الصافي يحظى بنمو متزايد نتيجة ارتفاع الطلب عليه بسبب عدم تدخل أجور التصنيع فيه".
وأكد يوسف أن سوق الذهب بدبي تعج فيه الحركة على الدوام، وتكاد لا تهدأ حركة المتسوقين من مختلف الجنسيات، باعتباره الأساس والمصدر الأول للذهب في دبي، كما أن الرقابة التي تفرضها البلديات والهيئات المعنية على الذهب تعتبر قوية ومشددة ويتم ترخيص بيع الذهب من قبل بلدية دبي، ما يشكل عامل ثقة في المعدن الأصفر ويشجع الناس على الشراء.
وقالت خديجة تاجرة من نيجيريا :"إن التسهيلات التي تقدمها دبي في كافة المجالات تشجع الناس على زيارة دبي بهدف التسوق، مشيرة إلى أن تذبذب الأسعار وارتفاعها في الوقت الراهن لم يقف عائقا أمام معدلات الطلب في السوق المحلية" .
عالم جميل وبراق جولة واحدة في سوق الذهب بدبي تشدك نحو عالم جميل وبراق، واجهات المحلات تتلألأ بالمعدن الأصفر الذي يزداد بريقا مع انعكاس أشعة الشمس والإنارة اللامعة للسوق، لسوق الذهب بدبي تاريخ عريق وأصالة تراثية تترجم واقع المجتمع الإماراتي وبساطته، فالذهب الأصفر كان الأكثر طلبا واستخداما في الماضي، ومع الانفتاح الذي شهدته المنطقة، تنوعت التصاميم ودخل الذهب الأبيض والوردي وغيره للسوق، ليحدث تطورا كبيرا انعكس على الذوق الإماراتي في اختيار الجديد بعيدا عن إهمال المعدن الأصفر العريق.