عرار الأردن بين الكأس والمنفى مصطفى بن وهبة بن صالح بن مصطفى بن يوسف التل عرار 1315 - 1368 ه / 1897 - 1949 م , شاعر أردني كان يوقع بعض شعره بلقب عرار واشتهر به وأمضى جل حياته في فوضى واستهتار ساخر بكل شيء لا يكاد يفارق الكأس. ولد في إربد بعجلوان شمال بلاد الأردن تعلم بها وبدمشق وحلب، وأخرج قبل إتمام دراسته , وحاول العمل في التعليم فأبعد عنه وعين حاكماً إدارياً لبلدة وادي السير سنة 1923 وعزل. وعرّض بأمير الأردن عبد الله بن الحسين فنفاه إلى معان ثم أطلقه وبعد مدة أدى امتحاناً في الأنظمة المتبعة 1930 وعمل في المحاماة ولم ينجح. وكان الأمير عبد الله يتلطفه، فيقربه مرة ويطرده أخرى إلى أن أدخله السجن لمدة 70 يوماً فعاد إلى المحاماة. وغلبه اليأس فأفرط في الشرب فمرض إلى أن توفي في بلده إربد. له ديوان شعر جمع بعد وفاته وسمي " عشيات وادي اليابس " وهو والد وصفي التل صاحب معركة الأردن مع الفدائيين.
شعره في الحب إذا داعبه iiالحب فماذا يفعل iiالقلب وهل حرج عليه iiوإن يكن قد شاخ أن iiيصبو وأن يخفق iiللغزلان ما مر به السرب ألا يا أَيها الخفاق iiلي طرد الهوى iiدأب وهب سني على iiالخمسين قد أَربت ولم iiترب أأغضي إن iiمكحلة إلي بها رمى iiالدرب أدرها أيها iiالساقي أَدرها انتظم الشرب وقل للعاتبين علي iiطردي لهوى iiانكبوا ودع عمان iiيسكرها الرياء الوقح iiوالكذب لقد هزلت شويهاتي فأرف ق حسبها iiحلب وقال في قصيدة أخرى يقولون تب عنها لسوف iiأتوب وسوف إذا ربي أراد iiأنيب فأنكر ندماني وأهجر iiحانتي وللرشد بعد الغي سوف iiأثوب وسوف أغض الطرف إن عرضت له محاسنها رعبوبة iiولعوب وسوف الألى قالوا عرار قد ارعوى ومن يرعوي بعد الضلال iiلبيب يقولون طب نفساً بما قد iiفعلته فما يستوي مستهتر وأَريب أناشدكم وادي الشتا iiوظباءه وغزلان وادي السير وهو iiحبيب بغير هوى مضن وكأس iiمدامة ولحن شجي كيف كيف iiتطيب دعاني وقد ولى شبابي iiشبابها دعاني وهل يعصي الشباب iiمشيب وإني ولو جزت الثمانين iiحجة لداعي صبابات الهوى iiلمجيب لك اللّه يا قلبي لك اللّه iiخافقاً به من تباريح الهيام iiندوب التل والخمر ومن مقطوعته الجميلة قوله يا شارب الخمر بغير ماء إن قلت عنها ليس بالعصماء فأنت عين قلة iiالحياء من قال عنها ليس iiبالعصماء لا يفرق الشهد من القذاء وإنه مذبذب iiمرائي وإنها العصماء يا iiأسماء ينشدها الأمي والقراء جوهرة قائلها حصباء قد نضبت من غده الصهباء أما أجمل ما عارضه من الشعر القديم فقوله عن عمان الأردن وحنينه إليها فقصيدته زموا القلوص فما للبين iiتفنيد ولا لجرح نكاه الضيم iiتضميد زموا القلوص فما أَدري iiأوجهتهم عمان أم أنهم من دونها iiنودوا يا معشر الصحب بي وجد أكاد جوى أذوب ما أضرمته الأعين iiالسود فهاتها من صميم الدن مترعة كأنها في جبين الشرك توحيد عسى لما بي من غصات حبهم فيما يجود به الخمار تبديد يقول عبود إن الحشر iiيجمعنا يا هند مالي وما يرويه iiعبود ما زال وصلك ما رفت iiذوائبه على فؤادي وظل الحب iiممدود فأي قلب هجير الهجر iiيلفحه يغنيه فيء رواقاه iiالمواعيد وصفه للعين يا حلوة النظرات حسبك فتنة حب الشباب وفتنة iiالنظرات وهو من أجمل الأبيات وهو يقوم بنفسه فلا يحتاج لغيره لإتمام معناه على عادة الجاهلين