الرياض: كشف تقرير اقتصادي عن وجود فرص استثمارية خليجية واعدة في أسواق إفريقيا في خمسة قطاعات حيوية، تكمن في الصناعة، الزراعة، الخدمات والمقاولات، الاتصالات، وقطاعات الطاقة. وأوضح التقرير، الذي حصلت صحيفة الاقتصادية على نسخة منه، أن الفرص المتاحة للسعودية ولدول الخليج في الأسواق الإفريقية، منها: تصدير المنتجات الصناعية السعودية والخليجية لأسواق إفريقيا، إنشاء استثمارات صناعية في دول إفريقيا في مجالات مثل تصنيع الألمنيوم، والأدوات المنزلية والآلات الكهربائية، فرص الاستثمار الزراعي المرتبطة بمشاريع الأمن الغذائي، والتحول في استيراد السلع والحبوب والمواد الغذائية نحو الدول الإفريقية، والاستثمار من جانب الشركات الخليجية والسعودية في مجال المقاولات، خاصة مشروعات البنية التحتية في دول القارة الإفريقية. لكن التقرير الصادر من مجلس الغرف السعودية أشار إلى ضعف حجم العلاقات الاقتصادية في الوقت الحالي، مرجعا أسباب ذلك إلى طبيعة الأسواق الإفريقية، إلى جانب نظرة المستثمرين الخليجيين لتلك الأسواق. وأورد التقرير عددا من الأسباب التي أدت إلى ضعف العلاقة الاقتصادية بين دول الخليج والدول الإفريقية، والتي منها: طبيعة الأسواق الإفريقية كوجود ارتباطات لتلك الأسواق مع التكتلات الاقتصادية والتجمعات الدولية غير الإفريقية، مثل علاقات مجموعتي الفرانكفونية والأنجلوفونية مع هذه التكتلات، وجود منافسة كبيرة من دول لديها استراتيجيات عمل خاصة في القارة الإفريقية كالصين وفرنسا والولايات المتحدة، يضاف إلى ذلك تدهور الحالة الاقتصادية في عديد من الدول الإفريقية؛ مما يضعف من القوة الشرائية. كما تضمنت الأسباب ارتفاع الرسوم الجمركية ومعدلات الحماية، التقلب في أسعار العملات، سيطرة البيروقراطية والتعقيدات الإدارية على تلك الأسواق، نقص رؤوس الأموال المحلية وارتفاع معدلات الضرائب، ضعف قدرة المصارف الإفريقية على فتح الاعتمادات اللازمة لتمويل عمليات الاستيراد وتفضيل الأسواق الإفريقية للتعامل من خلال البضاعة الحاضرة، التي تكون في الغالب موجودة في الموانئ والمناطق الحرة بتلك الدول، وهو ما لا يتوافر للسلع السعودية والخليجية، إضافة إلى عدم وجود فروع للمصارف الخليجية والسعودية في إفريقيا، وندرة اهتمام الصناديق السيادية الخليجية في الاستثمار في إفريقيا وعدم وجود خطوط ملاحية منتظمة بين الكتلتين. وحمل التقرير الجانب الخليجي بعضا من أسباب ضعف العلاقة الاقتصادية بين الطرفين؛ وذلك بسبب النظرة غير الواقعية للمستثمرين السعوديين والخليجيين للأسواق الإفريقية التي لا تؤمن بأنها أسواق واعدة، وتدني حجم المعلومات عن الأسواق الإفريقية لدى الجهات المعنية، وعدم وجود جهات تضمن الاستثمار في تلك الأسواق مرتفعة المخاطر وضعف المشاركة الخليجية في المعارض التجارية الإفريقية . وخلص التقرير إلى الإشارة بأن توجه دول الخليج نحو الأسواق الإفريقية يعد أمرا بالغ الأهمية، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي الراهن وما تشهده الأسواق التقليدية من منافسة وتشدد العديد من الأسواق في فرض المواصفات والمقاييس على السلع المصدرة إليها؛ مما يجعل الأسواق الإفريقية أحد أهم الخيارات المتاحة أمام دول الخليج.