المكارم أخلاق مطهّرة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت أن السعادة فيها ترك مافيها لا دار للمرء بعد الموت يسكنها الا التي كان قبل الموت بانيها فان بناها بخير طاب مسكنه و ان بناها بشر خاب بانيها أموالنا لذوي الميراث نجمعها ودورنا لخراب الدهر نبنيها
******* أين الملوك التي كانت مسلطنة حتى سقاها بكأس الموت ساقيها فكم مدائن في الآفاق قد بنيت أمست خرابا وأفنى الموت أهليها لا تركنن الى الدنيا و ما فيها فالموت لاشك يفنينا و يفنيها لكل نفس وان كانت على وجل من المنية آمال تقويها المرء يبسطها والدهر يقبضها والنفس تنشرها والموت يطويها ******* إن المكارم أخلاق مطهرة الدين أولها و العقل ثانيها والعلم ثالثها والحلم رابعها والجود خامسها والفضل سادسها والبرّ سابعها والشكر ثامنها والصبر تاسعها و اللين باقيها والنفس تعلم أني لا أصادقها و لست أرشد الا حين أعصيها
******* واعمل لدار غد رضوان خازنها والجار أحمد و الرحمن ناشيها قصورها ذهب و المسك طينتها والزعفران ربيع نابت فيها أنهارها لبن محض ومن عسل والخمر يجري رحيقا في مجاريها والطير تجري على الأغصان عاكفة تسبح الله جهراً في مغانيها ******* من يشتري الدار في الفردوس يعمرها بركعة في ظلام الليل يحييها *******