موقف أمريكا من أحداث مصر الرئيس الامريكي باراك اوباما القاهرة : على طريقة فيلم "إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين" وقفشته الكوميدية ساعة تروح وساعة تيجي، جاءت السياسة الأمريكية تجاه ما يجري الآن في مصر بسبب تأرجح المواقف وتخبط التصريحات. حيث تطور الموقف الأمريكي من الأزمة في مصر بشكل كبير تماشيا مع تطور الأحداث على الأرض، فبعد أسبوع من إعلان واشنطن أن حكومة الرئيس مبارك مستقرة إذا بها تدعوه الآن إلى بدء انتقال السلطة على الفور، هذا بالتحديد ما رصدته صحيفة الأهرام الإليكترونية على النحو التالي: اليوم الأول - الثلاثاء 25 يناير: - بدأت الاحتجاجات بمصر في اليوم الذي ألقى فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما خطاب حالة الاتحاد أمام الكونجرس. - أدلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بأول رد من مسئول أمريكي كبير وقالت: "تقييمنا هو أن الحكومة المصرية مستقرة وتبحث عن سبل لتلبية الاحتياجات المشروعة ومصالح الشعب المصري". روبرت غيبس المتحدث باسم البيت الابيض الامريكي وركزت التصريحات الأمريكية على الدعوة لضبط النفس وعدم اللجوء إلى العنف، بعدما اشتبك آلاف المصريين مع الشرطة وطالبوا بإنهاء حكم مبارك. - لم يذكر أوباما مصر في خطاب حالة الاتحاد، لكنه أشار إلى الأحداث في تونس وقال إن الولاياتالمتحدة "تدعم التطلعات الديمقراطية لكل الشعوب"، وصفق أعضاء الكونجرس لأوباما. - وبعد كلمة أوباما قال روبرت جيبز المتحدث الصحفي باسم البيت الأبيض "ندعم الحقوق العالمية للشعب المصري ومن بينها حق حرية التعبير وحرية التجمع. أمام الحكومة المصرية فرصة مهمة لتستجيب إلى تطلعات الشعب المصري وتنفذ إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية يمكن أن تحسن حياته وتساعد على رخاء مصر". اليوم الثاني- الأربعاء 26 يناير: تواجد الجيش فى مجمع التحرير - لا يذكر أوباما مصر في تصريحات معدة أثناء زيارته لويسكونسن لتعزيز رسالته الاقتصادية في خطاب حالة الاتحاد. وفي مصر اشتبكت الشرطة مع آلاف المصريين الذين تحدوا حظر الحكومة للاحتجاج. - ردا على سؤال حول ما إذا كانت واشنطن لا تزال تدعم مبارك قال جيبز على متن طائرة الرئيس "مصر حليف قوي". - وفي واشنطن قالت كلينتون "نحث السلطات المصرية على عدم منع الاحتجاجات السلمية أو إعاقة الاتصالات بما في ذلك مواقع الإعلام الاجتماعي"، وتابعت قائلة: "أعتقد أن من الممكن أن تتم إصلاحات وهذا هو ما نحث عليه وندعو له". اليوم الثالث- الخميس 27 يناير: - مع امتداد الاحتجاجات إلى مدينة السويس حيث اشتبك المحتجون مع قوات الأمن وصف جو بايدن نائب أوباما مبارك بأنه حليف في جهود السلام بالشرق الأوسط وقال "لا أصفه بأنه ديكتاتور". - قال أوباما في مقابلة نقلها موقع يوتيوب على الإنترنت "كانت مصر حليفا لنا في كثير من القضايا الحيوية.. لكنني كنت أقول له (مبارك) دائما إن التأكد من المضي قدما في الإصلاح -الإصلاح السياسي والإصلاح الاقتصادي- مهم للغاية من أجل مصلحة مصر على المدى البعيد". اليوم الرابع- الجمعة 28 يناير: جرحى فى اشتباكات بين مؤيدي مبارك ومعارضيه - أصدرت الخارجية الأمريكية تحذيرا للأمريكيين من السفر إلى مصر، بعد أن فرضت الحكومة المصرية حظرا للتجول في القاهرة والإسكندرية والسويس. - قال البيت الأبيض في أقوى رد فعل أمريكي حتى تلك اللحظة إن الولاياتالمتحدة ستراجع مساعداتها إلى مصر، التي تقدر بنحو 1.5 مليار دولار. وقال جيبز "سنراجع موقف مساعداتنا بناء على الأحداث الجارية الآن وفي الأيام المقبلة". - تحدث أوباما مع مبارك لمدة 30 دقيقة، بعد أن دعا الرئيس المصري في كلمة نقلها التلفزيون إلى حوار وطني لتجنب الفوضى وأمر بنزول الجيش المصري إلى الشارع لاستعادة السيطرة. قال أوباما إنه حث مبارك على اتخاذ إصلاحات شاملة، وأضاف "تحدثت معه بعد كلمته وقلت له إن عليه مسئولية إعطاء معنى لهذه الكلمات، واتخاذ خطوات وأفعال ملموسة للوفاء بهذا الوعد". اليوم الخامس - السبت 29 يناير: - اجتمع أوباما مع فريقه للأمن القومي لبحث الوضع في مصر. - قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بي. جيه. كراولي في رسالة على موقع تويتر إنه لا يمكن لمبارك الاكتفاء "بإعادة ترتيب الأوراق"، وذلك بعدما أقال الرئيس حكومته وعين عمر سليمان مدير المخابرات المصرية نائبا له. اليوم السادس- الأحد 30 يناير: - ضغطت البرامج الحوارية التلفزيونية كثيرا على كلينتون بأسئلة حول ما إذا كان يجب على الرئيس المصري التنحي، وقالت الوزيرة الأمريكية عبارة "الانتقال المنظم" للمرة الأولى في الخطاب الأمريكي الرسمي. وقالت لبرنامج (فوكس نيوز صنداي) "نريد أن نرى انتقالا منظما حتى لا يملأ أحد الفراغ.. يجب ألا يكون هناك فراغ وأن تكون هناك خطة مدروسة جيدا من أجل إقامة حكومة ديمقراطية تقوم على المشاركة". وجاءت تصريحات كلينتون بينما تظاهر الآلاف في وسط القاهرة. اليوم السابع- الاثنين 31 يناير: - أرسل أوباما فرانك ويزنر السفير الأمريكي السابق في القاهرة إلى مصر ليخبر مبارك في حديث خاص إنه يجب أن يعد "لانتقال منظم" للسلطة. - واستمر البيت الأبيض علنا في الدعوة إلى إصلاحات ديمقراطية، لكنه لم يتطرق إلى مصير مبارك. وقال جيبز "نحن لا نختار بين من هم في الشارع ومن هم في الحكومة". اليوم الثامن- الثلاثاء أول فبراير - أمرت الخارجية الأمريكية برحيل كل أفراد الطاقم غير الضروريين في السفارة الأمريكية الموجودين في مصر وعائلاتهم. - أدلى أوباما ببيان في البيت الأبيض قال فيه إنه تحدث مع مبارك بعدما قال الرئيس المصري في كلمة نقلها التلفزيون إنه لن يرشح نفسه مجددا للرئاسة. وقال إنه أخبر مبارك بأن "الانتقال المنظم يجب أن يكون له معنى وسلميا ويجب أن يبدأ الآن". اليوم التاسع- الأربعاء 2 فبراير: - أدان البيت الأبيض العنف الذي اندلع في مصر، وقال إن الولاياتالمتحدة قلقة بشأن الهجوم على متظاهرين سلميين. - يلتزم المسئولون الأمريكيون الغموض عند الضغط عليهم حول ما إذا كانت دعوة أوباما لانتقال فوري للسلطة تعني أن الولاياتالمتحدة تريد تنحي مبارك الآن قبل انتخابات الرئاسة المصرية المقررة في سبتمبر .