وردت العديد من الأخبار التي تداولتها الكتب المختلفة عن أخبار الشعراء التي كانت قصائدهم سبب في إنهاء حياتهم ومن هؤلاء الشعراء الذين انطبقت عليهم هذه الحالة علي بن جبلة المعروف "بالعكوك" هذا اللقب الذي يعني القصير السمين. هو علي بن جَبلة بن مسلم بن عبد الرحمن الأبناوي، شاعر عراقي من أبناء الشيعة الخراسانية ولد بحيّ الحربية في الجانب الغربي من بغداد عام 160ه - 776م، قيل عن صفاته إنه كان أعمى، أسود، أبرص، تنوع شعر العكوك بين المدح والرثاء والغزل وغيرها ولقد قام بمدح الملوك والخلفاء. يقال أن سبب موته يرجع إلى الخليفة المأمون حيث تحكي هذه الواقعة أن العكوك قد بالغ في مدح الأمير أبي دلف بالعديد من البيوت الشعرية المتميزة مما أثار غضب الخليفة المأمون. ومما تضمنته قصيدة المدح الخاصة بأبي دلف إِنَّما الدُنيا أَبو iiدُلَفٍ بَينَ مَغزاهُ وَمُحتَضَرِه فَإِذا وَلّى أَبو iiدُلَفٍ وَلَّتِ الدُنيا عَلى iiأَثَرِه لَستُ أَدرى ما أَقولُ iiلَهُ غَيرَ أَن الأَرضَ في iiخَفَرِه يا دَواءَ الأَرضِ إِن iiفَسَدَت وَمُديلَ اليُسرِ مِن عُسُرِه كُلُّ مَن في الأَرضِ مِن عَرَبٍ بَينَ باديهِ إِلى iiحَضَرِه مُستَعيرٌ مِنكَ iiمَكرُمَةً يَكتَسيها يَومَ iiمُفتَخَره صاغَكَ اللَهُ أَبا iiدُلَفٍ صِبغَةً في الخَلقِ مِن iiخِيَرِه أَيّ يَومَيكَ اِعتَزَيتَ iiلَهُ اِستَضاءَ المَجدُ مِن قُتُرِه تلك الأبيات السابقة وغيرها من باقي أبيات القصيدة كانت سبب في إثارة الغيرة في نفس المأمون وقال له ماذا تركت لنا إذا استعرنا منه المكارم، وعزم على قتله ولكنه كان لا يحب أن يقال أن المأمون قتله بدافع الغيرة، وعلم المأمون من خلال مستشاريه أن العكوك قال مدائح تقدح في الشرع حيث قال في هذه الأبيات ما يلي: يا اِبنَ الأَكارِمِ مِن عَدنانَ قَد علِموا وَتالِدِ المجدِ بَينَ العَمِّ وَالخالِ أَنتَ الَّذي تُنزِلُ الأَيّامَ iiمَنزِلَها وَتَنقُلُ الدَهرَ مِن حالٍ إِلى iiحالِ وَما مَدَدتَ مَدى طَرفٍ إِلى iiأَحَدٍ إِلّا قَضَيتَ بِأَرزاقٍ iiوَآجالِ ولأن الرزق والآجل بيد الله وحده ولا تجتمع هذه الصفات إلا في الله سبحانه وتعالى، فلقد وجد المأمون هذه الأبيات فرصة لقتل العكوك، فكانت وفاته في عام 776ه - 828م. وفي مقولة أخرى يقال إنه عندما علم العكوك بما دبره المأمون له فر هارباً وظل كذلك حتى مات.