بيروت: صدرت عن مؤسسة الانتشار العربي في بيروت، الرواية الثالثة للروائي الليبي عبدالله الغزال تحت عنوان "الخوف أبقاني حيّا". وتأتي هذه الرواية استكمالا لمشروع الروائي الإبداعي بعد روايتيه الأوليين "التابوت"، و"القوقعة". هذه الرواية كما يقول محمد الأصفر بموقع "ميدل ايست" لحظة تأمل يقف فيها الروائي على جرف صحبة حبيبته. لا أحد منهما يدفع الآخر وإن فاجأتهما الرياح العاتية تماسكا. في هذه الرواية لا يعنى الغزال بالخوف من العدو أو السلطة أو المرض، لكن الخوف الذي يعنيه الغزال هو خوف وجودي. خوف من المجهول. وهذا الخوف هو الذي جعله يقفز السدود ويقطع الفيافي ويغطس في بحار النفس الإنسانية ليلتقط شيئا يشبعه ويرضى طموحه ويربت على كتفه يهدئه ويطمئنه ويشجعه على مواصلة الركض، فالتوقف يجلب له الذباب والقناصين لصوص النجاح والذهب والظل. يقول الناقد الليبي عبدالحكيم المالكي في تقديمه للرواية: "يدخل عبدالله الغزال بالرواية العربية مُدخلا جديدا يمكن تسميته بسرد الأعماق المشوهة، ومن تلك الأعماق الغائرة وباستخدام كم هائل من الفواعل المختلفة والمتباينة يبدأ في رسم فجاعة المشهد الداخلي الخفي لشخصياته وعوالمهم غير الظاهرة." وكتب الناقد المغربي د. سعيد يقطين عن هذه الرواية: "يواصل عبدالله الغزال صوغ عالمه الروائي موفرا له كل إمكاناته وطاقته الإبداعية والجمالية، فبعد القوقعة والتابوت تأتي الخوف أبقاني حيّا لتؤكد مسارا روائيا متميزا لروائي ينحت عوالمه من صخر المتخيل مانحا إياه كل مقومات الواقع، صابغا إياه بلغة روائية لا يمكننا سوي اعتبارها مكونا أساسيا من مكونات اللعبة الروائية وبطلا من أبطالها". بينما كتب الناقد د. سمر روحي الفيصل عن "الخوف أبقاني حيا": "يخوض الروائيّ عبدالله الغزال في هذه الرواية المغامرة اللّغويّة التي أجاد أفانينها في روايته الجميلة "التابوت". والمتلقي الذي يقرأ "الخوف أبقاني حيا" لابدَّ من أن يتذكر الموروث البلاغي العربي الذي وظّفه الروائي الغزال في البناء اللغويّ لروايته السابقة، خصوصاً الاستعارات التمثيليّة التي استخدمها في اختراق المكان الروائي. ولسوف يكون من المناسب أن يتوقّع المتلقي قدراً آخر من التوظيف الفني في أسلوب هذه الرواية الجديدة." ويضيف المترجم والأديب الأميركي ايثان شورن صاحب كتاب "ليبيا والقصة القصيرة": "عبدالله الغزال كاتب بارع عميق الأثر، ويعتبر من أفضل كتاب القصة القصيرة والرواية من جيل الليبيين المحدثين، وتتميز أعماله بالأوصاف الغنية للأماكن والظواهر الطبيعية، وتترك قصصه ذلك الإحساس العميق بالحزن أو ذلك الحزن الممتلئ بالتفاؤل الحذر. الحزن على الإنسان الطائش المدمر، وفي نفس الوقت يظهر تلك القدرة في الروح المتضررة لإيجاد البهجة، وفي كل الأحوال يبرع عبدالله الغزال في تصوير الأشياء البسيطة."