بيروت : أصدر القضاء اللبناني حكما بالسجن على أب احتجز ابنه البالغ من العمر "12 سنة" في قفص لتربية الحمام مدة 9 أشهر متواصلة وتضمن الحكم اعادة الطفل وشقيقته التي تعرضت هي الاخرى لضروب من التعذيب الى حضانة والدتهما المطلقة. كما تم توقيف زوجة الاب لتواطئها معه في هذه الجريمة غير انه تم اطلاق سراحها . التحقيقات في هذه القضية اتخذت طابعا سريا ولم تتم اثارتها في وسائل الاعلام المرئية والمكتوبة كون القانون اللبنانى يحظر نشر اسماء الاطفال وصورهم في مثل هذه الحالات حتى لا يؤثر ذلك على مصيرهم او مستقبلهم الا ان الحادثة الغريبة في بشاعتها هزت مدينة طرابلس شمال لبنان وفجعت اهاليها الذين صعقوا بفظاعة ما اقترفه الاب بحق ابنه وابنته حيث فوجئوا ذات صباح بسيارات الشرطة تطوق المنزل الذي يحتجز فيه الطفل للتأكد من صحة البلاغ وبالفعل تبين ان البلاغ صحيح بعد ان فوجئوا بالطفل قابعا في القفص وعندما حاولوا اخراجه رفض مغادرة مكانه رغم اوامر رجال الشرطة . عندها ادرك رجال الأمن حاجتهم الى اختصاصي نفسي يستطيع التواصل مع الطفل بما يتناسب مع اوضاعه النفسية الحرجة لاقناعه بالخروج من القفص واستعانوا لهذه الغاية بالاختصاصية النفسية سوزان جبور المسؤولة عن مركز تأهيل ضحايا العنف والتعذيب المعتمد من المؤسسة الدولية "آي. سي. تي" في المنطقة التي حضرت الى الموقع برفقة مساعدة اجتماعية ومربية مختصة وتمكن هذا الفريق من المختصات بعد ساعة ونصف الساعة تنزع الخوف من نفس الطفل معهن الى مكان آخر ومن ثم وافق على الخروج وعلى اثر ذلك تم القبض على والد الطفل وزوجته . وبحسب صحيفة "عكاظ" السعودية أوضحت جبور ان القضية تعود الى نزاع بين الاب المتهم وام الطفل التي طلقها قبل سنوات وتزوج من اخرى لكنه مع ذلك اصر على منعها من ابنها وابنتها البالغة من العمر 13 سنة، وتبين ان الام كانت رفعت دعوى حضانة امام المحاكم الشرعية لكنها فشلت في انتزاع الحكم لمصلحتها فقررت عدم الاستسلام حيث لجأت الى القضاء الجزائي قبل سنة وابلغت قضاء الاحداث بان ابنها وابنتها يعيشان ظروفا اجتماعية خطرة قد تقودهما الى الانحراف مدعية ان والدهما يعاني من مرض عصبي وقال انه منعها من رؤيتها كما منعها من الحضور إلى المدرسة لمتابعة سيرهما الدراسي فطلب منها القاضي احضار تقرير طبي يثبت ان طليقها مريض عصبيا وكذا احضار افادة من المدرسة تؤكد منعهما من الدراسة . ومضت جبور قائلة متابعتنا للقضية اظهرت ان الاب كان قبل سنة وضع ابنته في دار للايتام ثم عاد واخذها خارج لبنان الى "سوريا" وتركها هناك في منزل بمفردها مدة اسبوع، ورغم ان الام قامت بالابلاغ عما فعله زوجها بابنتها الا انه لم تتخذ اي اجراءات ضده وقد علمت خلال متابعتي للدعوى ان الاب كان يرغم ابنته هذه على المبيت في دورة المياه كل ليلة. ووصفت جبور حالة الطفل لحظة العثور عليه في قفص الطيور قائلة كانت اخته تقف امام القفص واستطعنا بعد التحدث اليه طويلاً اقناعه بالخروج غير انه لم يتمكن من الوقوف والمشي وتبين انه يعاني من مشاكل في رجليه وكان يرتجف ويبكي مرتعبا ولم يوافق على الصعود معي في سيارتي بل آثر الصعود في سيارة الصليب الاحمر التي استدعيت من قبل الشرطة والتي نقلته فوراً الى المستشفى وذلك بحضور قاضي الاحداث والمندوبة القضائية. وافاد الطفل بعد انتعاش حالته في المستشفى انه لم يبدل ثيابه منذ 3 أشهر وان والده كان يضع له الطعام داخل القفص مرتين في اليوم وانه كان يقضي حاجته في علبتين حديديتين زوده بهما والده الذي كان يضربه بصفة دائمة بعد ان قيده باسلاك حديدية. وابانت جبور بان الاب عقب القبض عليه تم عرضه على طبيب نفسي وعصبي واتضح انه لا يعاني من اي خلل نفسي او عقلي وانما تبين انه يعاني اوضاعا صعبة وانه متزوج من ثلاث نساء الأولى المانية الجنسية وانفصل عنها والثانية هي والدة الطفل الضحية واخته والتي طلقها ايضا والثالثة تعيش معه ولديه منها 4 أولاد والاخيرة تم توقيفها بجرم التواطؤ مع زوجها ثم اطلق سراحها وبقي زوجها في السجن. كما حكم القاضي حسب جبور بعودة الطفل واخته الى امهما وهما الان يخضعان لعلاج نفسي في مركز لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب. واردفت لقد اخذنا القضية على عاتقنا وكلفنا محاميا لا سترداد حقوق الطفل الضحية الذي تعرض لابشع وأغرب العنف الاسري .