صنعاء : بعد غربة دامت قرابة عقد من الزمان عاد عبدربه الى اهله مشحونا بشوق عارم الى زوجته وابنائه. كان يتوقع ان تقابله شريكة حياته بلهفة مماثلة لكن استقبالها كان خلافا لتوقعاته. فاترا بل قاتلا ايضا ويبدو ان عودته المفاجئة اربكت خطط زوجته وعطلت كثيرا من مشاريعها مع العشيق الذي ارتبطت به في علاقة آثمة لكن الشيطان الذي ورطهما في هذا الفجور سرعان ما تركهما يواجهان مع شريك اخر في الجريمة مصير الموت رميا بالرصاص بعد ان قتلوا الطيار غيلة وغدرا . اذ قضت محكمة الاستئناف بمحافظة عدن فى القضية المرفوعة من النيابة العامة بعد استكمال كافة اجراءات التقاضي واتاحة الفرصة لاطراف القضية بتقديم وطرح ما لديهم خلال اكثر من عام حيث صدر الحكم مؤيدا لحكم المحكمة الابتدائية الذي صدر قبل عام وقضى بإدانة المتهمين الثلاثة في قتل المواطن "ع.ن.ش" طيار سابق بالتهم المنسوبة اليهم ومعاقبتهم بالاعدام رميا بالرصاص حتى الموت وهم رفيقة.ص.ث "الزوجة" ، و أ.ف.الشعبي، وعبدالرحيم.ع . وقضى منطوق الحكم الذي اعلنه رئيس المحكمة في جلسة علنية بمعاقبة المتهمين بالحبس 3 سنوات مع النفاذ تحسب من تاريخ القبض عليهما لسقوط عقوبة الزنا حسبما اوضح في الحيثيات كما قضى الحكم بتنفيذ عقوبة الاعدام في مكان عام في المنطقة التي ارتكبت فيها الجريمة والزام المتهمين بدفع غرامة ونفقات المحاماة والتقاضي لاولياء الدم مبلغ قدره 180 الف ريال يمني ومصادرة ادوات الجريمة واعادة بقية المضبوطات لاصحابها . وبحسب صحيفة "عكاظ" السعودية تقول تفاصيل الجريمة البشعة إن الظروف أجبرت المجنى عليه والذى يطلق عليه عبدربه "47 عاما" على مغادرة وطنه للعمل في اكثر من بلد عربي على مدى اكثر من 10 سنوات عمل خلالها في دأب لتأمين حياة كريمة لاسرته المكونة من زوجة و 8 ابناء. وعندما عاد يسبقه الشوق للقياهم بعد ان طوى المسافات فاردا ذراعيه لاحتضانهم صدمته برودة زوجته وفرحتها الباهتة بعودته لكنه عزى نفسه بحرارة استقبال الاطفال له وفرحتهم بعودته . وبعد مرور بضعة ايام ضاق ذرعا وتملكه الندم تجاه قرار العودة. لكن ما ذنب تلك الوجوه البريئة التي اشرقت بمجيئه غير ان النفور المسيطر على زوجته والذي فضحته تصرفاتها تجاهه وسع الهوة بينهما وتوالت اسئلة والحاحه بحثا عن اجابة له دون جدوى وامام تساؤلاته الملحة لمعرفة السبب ضاقت زوجته ذرعا به وللتخلص من هذا الهاجس قررت مع عشيقها القضاء عليه ودفن تساؤلاته المؤرقة لها للابد . وبعد اسبوع فقط من قدومه إختفى الطيار فاستنكر اهله الامر وابلغوا الشرطة لكن زوجته قلبت الطاولة بخبث مدروس حيث سارعت الى اتهام اهل زوجها بأنهم وراء عملية اختفائه والقت الشرطة القبض عليهم. لكن تبين عدم ضلوعهم في اختفائه المفاجئ فأطلق سراحهم . عندها اخذت الشكوك تحوم حول الزوجة التي كانت تولول مبدية ألما عميقا وجزعا مخيفا على فقدها لزوجها الغالي غير ان هذه المسرحية لم تنطلِ على رجال الشرطة فأوهموا الزوجة التي ارتابوا في سلوكها بأنها بعيدة عن الشبهات وخارج دائرة الشك . واتبع رجال الامن تحريات متأنية وترصدا بعيد المدى حتى اطمأن العشيقان بأنهما في مأمن حينها حاصرتهما الشرطة بما جمعته من استدلالات على مدى اكثر من شهرين من خلال اقوال الجيران عن تردد غرباء على المنزل وكانت القشة التي قصمت ظهر الزوجة عند توقيفها للتحقيق ان احد اقاربها تقدم بطلب للافراج عنها بكفالة للاعتناء بطفلتها المولودة حديثا. فكان الخيط الذي قادهما مع الشريك الثالث الى ساحة القصاص . حيث برز السؤال المزلزل كيف ان امرأة نفساء مع ان زوجها كان غائبا لسنوات هنا انهارت المرأة واعترفت باسم عشيقها الذي اعترف بدوره باسم القاتل المأجور والذي كانت الشبهات تدور حوله لتردده وعدد من اصدقائه على المنزل وفقا لاقوال الجيران واتضح ان القاتل المأجور كان يتردد على الزوجة وعشيقها في المنزل لابتزازهما ماديا . وجاءت تفاصيل الجريمة التي دبرتها الزوجة بالاتفاق مع عشيقها الذي كان محور الاسئلة الحائرة للزوج الضحية حول انتفاخ بطن زوجته وتبين من خلال التحقيقات انه في مساء حالك الظلام في احد ايام فبراير الماضي سهلت الزوجة دخول عشيقها الى المنزل في غفلة من زوجها الذي احتضن اطفاله قبل ان يأوي الى فراشه حيث باشراه بعد ان غط في نوم عميق بضربات مروعة على رأسه بخشبه سميكة افقدته الوعي مكنهما بمساعدة شخص اخر استأجراه مستغلين وضعه كمدمن مخدرات بعد ان وفرا له قيمة كمية منها بذبح الزوج المخدوع بالساطور ومن ثم جهزوا له حفرة عميقة في فناء المنزل الخلفي ودفنوه فيها .