سجلت أسعار النفط الخام أول تراجع لها منذ ثلاثة أيام فى بورصة نيويورك للسلع وذلك بعد أن أظهرت بيانات وزارة الطاقة الأمريكية ارتفاع مستويات المخزون فى السوق الأمريكى من الجازولين وبصورة تجاوزت التقديرات السابقة بنحو ثلاثة أضعاف فى الوقت الذى ارتفعت فيه المخزونات من وقود التدفئة والديزل لتصل لأعلى مستوياتها منذ يناير من عام 1983. وقد جاء تراجع سعر النفط فى ظل أيضًا انتعاش سعر العملة الأمريكية خلال تعاملات اليوم فى أسواق الصرف أمام اليورو وهو ما أدى إلى الحد من جاذبية أسواق الطاقة كملاذ للاستثمارات فى مواجهة مخاطر التضخم. وقد سجلت المخزونات من النفط الخام تراجعا فى الاسبوع الماضى وفقا لبيانات وزارة الطاقة الأمريكية وذلك بنحو 978 الف برميل مقارنة بالتوقعات السابقة التى كانت ترجح حدوث ارتفاع بنحو مليونى برميل. واشارت شبكة "بلومبرج" إلى تراجع سعر النفط الخام لعقود شهر نوفمبر الآجلة فى بورصة نيويورك للسلع بنحو 1.68 دولار أو 2.4 % ليبلغ 69.20 دولار للبرميل، وتقدر نسبة ارتفاعات أسعار النفط منذ بداية العام بنحو 55 % كما تراوحت تحركات سعر العقود الآجلة ما بين 65.05 دولار و 75 دولار وذلك منذ بداية أغسطس الماضي. وكان سعر العقود الآجلة قد سجل فى وقت سابق ببورصة نيويورك 71.42 دولار قبل الاعلان عن بيانات وزارة الطاقة الامريكية. وفى بورصة البترول الدولية بلندن تراجع سعر خام برنت لعقود شهر نوفمبر خلال تعاملات اليوم ب1.68 دولار او 2.5 % ليبلغ 66.88 دولار للبرميل. ويرى كبير المحللين فى شئون النفط لدى مصرف "بى إن بى باريبا" ان العوامل الاساسية المحددة لاتجاهات السوق البترولى ما زالت ضعيفة مشيرا إلى أن العام الحالى سيشهد انكماشا فى مستويات الطلب العالمى على النفط فى الوقت الذى يلاحظ فيه ارتفاعات غير متوقعة فى حجم المعروض من دول منتجة خارج منظمة "أوبك". ويشير فى ذلك الصدد التقرير الشهرى لوزارة الطاقة الامريكية حول التوقعات قصيرة الاجل المتعلقة باسواق الطاقة إلى أنه من المنتظر ان تسجل الدول غير الاعضاء فى منظمة "اوبك" ارتفاعا فى انتاجها من النفط الخام والمنتجات البترولية الاخرى وذلك بنحو 0.7 % خلال العام الحالى ليبلغ حجم المعروض من قبل تلك الدول نحو 50.04 مليون برميل يوميا فى المتوسط. وقد أشار وزير الطاقة والمناجم الجزائرى شكيب خليل إلى أنه لا يتوقع إقدام منظمة "أوبك" على رفع حصص الانتاج خلال الاجتماع القادم فى شهر نوفمبر موضحا ان "ضعف" الانتعاش الاقتصادى قد اخفق فى تنشيط مستويات الطلب. واكد شكيب فى تصريحات للصحفيين خلال مؤتمر حول الغاز عقد اليوم فى مدينة بيونس آيرس أن قرار أوبك بخفض الانتاج خلال العام الماضى قد اسهم فى الحفاظ على استقرار اسعار النفط ما بين مستويى 65 و 75 دولارا للبرميل خلال الشهور الثلاثة الماضية.